النيل الأبيض – اشتكى مزارعون في عدد من المشاريع الزراعية بولاية النيل الأبيض، من أزمة في الوقود بعد أن سجل ارتفاعاً في سعر الجركانة من حوالي ٢٠ الف جنيه، إلى ٧٠ ألف جنيه، مقابل ٨٤٠ الف جنيه سعر برميل الوقود، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع تكاليف الحصاد.
(١)
وعزى عددّ من المزارعين تحدثوا لـ(سودانس بوست) ارتفاع تكاليف الحصاد إلى انعدام الوقود بسبب تمدد الحرب المفاجئ إلى ولاية الجزيرة والتي كانت تمثل معبراً لإيصال امداد الوقود للنيل الأبيض.
وقال الباشمهندس د. محمد عبدالرحمن ضوى – الأمين العام لمنظمة نيل أبيض لتنمية الموارد (نورا) “أن مشروع مجمع الملاحة الزراعي الذي يضم عددًا من المناطق التي ترقد على الضفة الموازية للنيل في شرقي مدينة الجزيرة أبا، امتدادًا من مدخل الجاسر مرورا بعدد من القرى وصولا إلى منطقة أبو هندي.
وكشف محمد أن كل المشاريع الزراعية بولاية النيل الأبيض تشهد هذه الأيام عمليات حصاد الذرة للموسم الصيفي السابق وأيضا العمليات الزراعية في الموسم الشتوي”، مبينًا أن المزارعين يعانون من أزمة حادة في الحصول على الوقود، وخاصة بعد أن سجل الجازولين ارتفاعا غير مسبوق في الأسعار بسبب الحرب العبثية.
(٢)
وكشفت الأستاذة السمحة أحمد عبدالكريم المدير العام الأسبق لوزارة الزراعة رئيس منظمة نيل أبيض لتنمية الموارد (نورا) عن زراعة ٤٠ الف فدان فقط، في العروة الشتوية لمحصول القمح هذا العام، مشيرة إلى أن هذه النسبة تمثل أقل من ثُلث المساحة التي كانت تزرع سابقا والتي تقدر بـ 100 الف فدان.
مبينة أنها تتزايد مع توافر المدخلات إلى 120 الف فدان، واستطردت أن موقف القمح الذي تمت زراعته كمحصول “استراتيجي” بجانب الخُضر التي باتت في طور أن تثمر والي لا تحتمل تأخير الوقود أكثر من أسبوع، خاصة بعد أن أصبح انعدام الوقود هو المحور الرئيسي المهدد للشغل القائم في الولاية.
وأشارت إلى وجود تحديات تواجه توفر الوقود، وتابعت بقولها “وصول ٣ الف جالون وقود فقط إلى الولاية لتشغيل الطلمبات” موضحة “أن هذه الكمية لا تكفي لسد الاستهلاك في مدينة بحجم كوستي وربك دون بقية المناطق الأخرى غير المشاريع الزراعية.
(٣)
في السياق ذاته، كشفت السمحة لـ(سودانس بوست) عن لقاء جمع بين المزارعين وعمر الخليفة عبدالله والي ولاية النيل الأبيض، وبدوره اطلع على المهددات الأمنية التي ظلت تصاحب استجلاب الوقود من بينها عمليات التهريب، والسرقة، وهذا يعتبر من أكبر المشاكل.
وناشد والي النيل الأبيض، اللجنة العليا لتأمين السلع بتوفير الوقود وضمان استمرار خدمات الطوارئ ونجاح الموسم الزراعي الشتوي وفقاً لقناة بحر أبيض24.