بابنوسة – اجتاحت قوات الدعم السريع والمليشيات التابعة لها، منطقة الفولة عاصمة ولاية غرب كردفان، صباح اليوم الخميس، وأسفر ذلك عن لجوء آلاف المواطنين إلى أماكن متفرقة خارج المدينة.
ويعد هجوم الدعم السريع على المنطقة بالتقدم الاستراتيجي على أرض المعركة وارتفاع رقاع السيطرة، بينما خسر الجيش السوداني منطقة مميزة في حال الصوم عن الرد واستردادها، بحسب خبراء أمنيين.
وتضم مدينة الفولة وفق التشكيل العسكري للقوات المسلحة مقر الكتيبة 462 مشاة التابعة لقيادة اللواء 91 بالفرقة 22 مشاة بابنوسة، وتعد المنطقة الثالثة قبل الأخيرة وهط الدفاع والتي تشهد تواجدًا كبيرًا للقوات المسلحة السودانية في غرب كردفان، بعد بابنوسة وهجليج حيث يحتفظ الجيش باللواء 90.
وبحسب سكان الفولة لـ«سودانس بوست» أنهم سمعوا دوي انفجار وإطلاق نار جنوب المدينة حوالي الساعة 8:00 صباحًا اليوم الخميس، معربين عن خوفهم على سلامتهم لأن مثل هذه الهجمات قد عرضت المدنيين للعنف.
“القتال يدور جنوب المدينة، لقد سمعنا إطلاق نار” هكذا قال مواطن من الفولة، تحدث لـ«سودانس بوست» مشترطًا عدم الكشف عن هويته، حيث وصف الأمر بالخطير للغاية، وأضاف: نحن قلقون على سلامتنا مع وصول القصف والرصاص الطائش إلى منازلنا.
وتتوافق هذه الروايات مع تصريحات ضابط رفيع بالقوات المسلحة السودانية في بابنوسة، الذي أكد هجوم قوات الدعم السريع من الجنوب، لكنه نفى في ذات الوقت الاستيلاء على المدينة.
وتمثل عملية الاستيلاء انتصارًا كبيرًا لقوات الدعم السريع بعد مقتل قائد قطاع وسط دارفور، علي يعقوب، في الفاشر بولاية شمال دارفور، الأسبوع الماضي، على أيدي القوة المشتركة (حركات الكفاح المسلح) المساندة للجيش السوداني والمكونة من جماعات متمردة في دارفور.
وقال الضابط الرفيع بالقوات المسلحة لـ«سودانس بوست» أن مدينة الفولة لم تسقط كما يُزعم على وسائل التواصل الاجتماعي، وإن جنود القوات المسلحة السودانية الشجعان يصدون حاليًا هجومًا لميليشيات الدعم السريع من الجنوب.
وبحسب معلومات المصادر قبل أيام، انسحبت قوات الدعم السريع من الأحياء المجاورة لمقر الفرقة 22 مشاة في بابنوسة، على بعد حوالي 70 كيلومترًا جنوب غرب الفولة، لعملية إعادة الانتشار لتعزيز الهجوم ضد الكتيبة 462 التابعة للقوات المسلحة السودانية هناك.
وأظهرت مقاطع الفيديو المرتبطة بحسابات قوات الدعم السريع على وسائل التواصل الاجتماعي مقاتليها داخل الفولة ويحتلون المباني الحكومية، بينما يظهر أحد مقاطع الفيديو قائد قوات الدعم السريع صالح الفوتي، الذي قاد الهجوم، وهو جالس في مقعد الوالي بأمانة حكومة الولاية.
ويعد الفوتي قائد قوات الدعم السريع بولاية جنوب دارفور، حيث تم تعيينه في منصب القيادة في أكتوبر من العام الماضي من قبل قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو بعد استيلاء المجموعة على مقر الفرقة 16 مشاة للقوات المسلحة السودانية في نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور.
وأثارت أنباء عن هجوم محتمل لقوات الدعم السريع على الفولة نزوحا فوضويا للسكان شمالا منذ يوم الأربعاء الموافق 19 يونيو الجاري، وشوهد نحو خمسة جنود من القوات المسلحة السودانية يحرسون الضواحي الجنوبية للمدينة، متعهدين بمقاومة الهجوم الوشيك.
كما تأوي الفولة آلاف المدنيين النازحين، معظمهم من النساء والأطفال، من الولايات المجاورة التي شهدت اشتباكات دامية مماثلة بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني.
تحد الفولة من الغرب ولاية شرق دارفور، وشمال دارفور من الشمال الغربي، وشمال كردفان من الشمال، وجنوب كردفان من الشمال الشرقي، وجنوب السودان من جهة الجنوب، ومنذ اندلاع الصراع بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية في إبريل 2023، تم تطويق كل من الفولة وبابنوسة من قبل قوات الدعم السريع.
وفي حال الاستيلاء عليها، قد يكون الهدف التالي لقوات الدعم السريع هو بابنوسة، المعقل الرئيسي المتبقي للقوات المسلحة السودانية في غرب كردفان، بحسب الخبراء.
ومن شأن السقوط المحتمل لبابنوسة أن يجعل هجليج، وهي مدينة نفطية مهمة تقع على الحدود مع ولاية الوحدة في جنوب السودان، معرضة للخطر.
وسيهدد الاستيلاء على هجليج صادرات جنوب السودان النفطية التي تعتمد على خطوط الأنابيب التي تمر عبر الأراضي السودانية. والجدير بالذكر أن هجليج كانت جزءًا من ولاية جنوب كردفان قبل إعادة إنشاء ولاية غرب كردفان في العام 2013.