الخرطوم – لا تزال انتهاكات طرفي النزاع في السودان مستمرة وفي تزايد مخيف، حيث بات المواطنون عرضة للتصفية أو الاعتقال والتعذيب، إما من قبل الجيش السوداني أو قوات الدعم السريع.
وأعتقلت أمس قوة من الاستخبارات العسكرية التابعة للجيش السوداني في إحدى إرتكازات مداخل العاصمة المؤقتة بورتسودان المحامي ساطع محمد الحاج رئيس الحزب الناصري العدالة الانتقالية، الذي كان بصحبة أسرته، واقتادته إلى مكان مجهول.
حيث طالب محامو الطوارئ الجيش بالكف عن الاستمرار في اعتقال المدنيين، وشدد محامو الطوارئ في بيانه بالإفراج الفوري عن ساطع الحاج دون قيد أو شرط والكشف عن مكان اعتقاله، محملةً إدارة شعبة الاستخبارات مسؤولية سلامته وصحته.
وفي الأبيض بولاية شمال كردفان قامت قوة تابعة للجيش بتصفية عدد 3 مدنيين، يوم الخميس الماضي، في حادثة تؤكد أن الصراع بات ضد المواطنين العزل من قبل قوات الجيش والدعم السريع في ظاهرة تصفيات عرقية ومناطقية خطيرة.
وقال مصدر مطلع لـ(سودانس بوست) إن قوة تابعة للجيش قامت بتصفية ٣ مواطنين بتهمة التجسس لصالح الدعم السريع، وبين بأن الحدث وقع في سوق الأبيض بالقرب من حلواني جروبي.
وكشف المصدر بأن الواقعة حدثت يوم الخميس الماضي، وقوبلت بتكتم شديد، وجرى نقل الجثث لمشرحة مستشفى الأبيض، مبينًا أن المدنيين الذين تمت تصفيتهم من المعدنين الذين يعملون في مجال التعدين العشوائي (دهابة) وليس لهم أقارب في منطقة الأبيض.
وفي سياق آخر بينت مصادر أخرى لـ(سودانس بوست) من الأبيض أن قوات الدعم السريع، شنت يوم الجمعة الماضية هجوما على مواقع المقاومة الشعبية وقتلت ٣ مواطنين.
وفي سياق متصل بالانتهاكات من قبل الجيش تستمر حملة الاعتقالات ضد المواطنيين من قبل الاستخبارات العسكرية في عدد من مناطق وولايات السودان، أبرزها (سنار، عطبرة، نهر النيل، شندي، بورتسودان، القضارف، وكسلا) وغيرها من مناطق سيطرة الجيش.
وكشفت الأستاذة المحامية رحاب مبارك عضو مجموعة محامو الطوارئ في حديث خاص لـ(سودانس بوست) عن اعتقالات أخرى من قبل استخبارات الجيش طالت سياسيين وناشطين من لجان المقاومة وغرف الطوارئ في مواطن مختلفة خلال الأيام الفائتة.
وقالت رحاب “هنالك هجمة حقيقية من الاستخبارات العسكرية استهدفت الناشطين السياسيين وعضوية غرف الطوارئ إضافة إلى مجموعة كذلك من لجان المقاومة وعضوية الأحزاب السياسية خلال الأيام الثلاث الماضية، من ضمنهم اعتقال الأستاذ ساطع الحاج بالأمس القريب”.
وبينت: ساطع الحاج تواصل معي شخصيًا قبل اعتقاله، ومضيفة، اعتقل من مدخل بورتسودان بحجة أنه ينتمي للحرية والتغيير، وأخذوه إلى مكان غير معلوم، مع العلم أن ساطع كانت ترافقه زوجته وهي مريضة وأجريت لها عملية مؤخرًا بمستشفى القضارف وكانوا في طريقهم إلى بورتسودان.
وأضافت: كذلك تم اعتقال 5 من عضوية حزب الأمة في منطقة سنار، و 3 من عضوية حزب المؤتمر السوداني في بورتسودان، وبينت، هذه الاعتقالات أصبحت متكررة وتستهدف السياسيين في المقام الأول.
مشيرة إلى أن عضوية حزب المؤتمر السوداني من بورتسودان، هجمت قوة مدججة بالسلاح من الاستخبارات العسكرية على الدار واعتقلت العضوية الموجودة بداخله.
وفي السياق بينت رحاب أن انتهاكات الجيش تواصلت اليوم بواسطة طيران الجيش الذي قصف منطقة (ود العباس) وراح ضحيتها عدد 2 بنت وولد من الأطفال، وتعرضت المنطقة الواقعة شرق مدينة سنار لثلاثة مقصوفات، ومعلوم أن القرية ليس بها أي وجود لعناصر الدعم السريع، فهذا في المقام الأول يعد استهدافًا للمدنيين في المنطقة بدون أي مسوق.
هذا وكشفت مصادر أخرى (سودانس بوست) أن الاستخبارات العسكرية أيضًا اعتقلت مجموعة من عضوية وقيادات حزب الأمة القومي خلال الأيام الثلاث الماضية، بينهم: الأستاذ صلاح زكريا مساعد التدريس بجامعة النيل الأزق في الدمازين، الدكتور الصادق علي عمر عميد كلية الحقوق ببخت الرضا في الدويم.
إلى جانب الصادق سراج الدين عضو الحزب وعضو لجان المقاومة في كوستي، صديق الطيب رئيس المكتب السياسي بولاية النيل الأبيض في كنانة، الشيخ محمد العركي إمام مسجد كنانة، الشيخ آدم ترجم الداعية وعضو أمانة الدعوة والإرشاد بهيئة شؤون الأنصار بمنطقة أبو حمد.
وكشفت عضو محامو الطوارئ الأستاذة المحامية رحاب “أن الاعتقالات أصبحت نوعية، تختلف من أسبوع لآخر، في الأسابيع الماضية كان التركيز على عمل شباب غرف الطوارئ الذين يقفون على خدمة النازحين في سنار وسنجة والقضارف وغيرها”.
وأضافت: هذه الأيام يجري التركيز على القوى السياسية، مثلاً ساطع الحاج رئيس الحزب الناصري العدالة الانتقالية، وكذلك في بورتسودان عضوية المؤتمر السوداني، مع العلم أيضاً اعتقال أحد أعضاء الحزب في كسلا نهاية الأسبوع الماضي.
وأشارت رحاب إلى أن التركيز في الاعتقال هذه الأيام يجري من قبل الاستخبارات على الأمناء السياسيين والضالعين في أحزابهم، موضحة أن الهجمة كل مرة تركز على مجموعة مختلفة من المدنيين.