الخرطوم – تناقض مستمر في خطابات قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان، إذ تذهب تارة حول استعداده لوقف الحرب وتأرة أخرى يعلن عن قرب دهر قوات الدعم السريع واستمرار المعارك حتى النصر.
حيث يرى سياسيين سودانيين أن البرهان يتلاعب بخيوط حلول الأزمة، ولا يلتمس لإنهاء الحرب الدائرة، وآخريين يرون أنه منفذ لأجندة الحرة الإسلامية التي تسعى لاستمرار الحرب وتبحث عن عودة للحكم مرة أخرى، ولكن الكثيرين يرون أنه من المحال عودتها لحكم السودان.
مساء أمس في خطابه لمنسوبي الجيش بالفرقة الثالثة مشاه بشندي، طمأن البرهان الشعب السوداني بحد قوله “القوات المسلحة تتقدم بخطى واثقة وحثيثة في سبيل القضاء على التمرد، مبينًا أن المعركة فرضت علينا وسنمضي فيها للنهاية”.
وقطع القائد العام للجيش السوداني بعدم التراجع حيث قال “ليس منا من يتراجع أو يبيع قضيته ننتصر أو نموت شهداء”، كاشفًا عن عرض قدم له في الأسبوع الأول للحرب بالخروج من القيادة العامة مما ما أسماهم بالخونة، وذكر أنه رد لمن أتى له بالطلب بحديث سيظل يذكره ولن ينساه”.
ورد البرهان على من يتحدثون عن وقف الحرب قائلا “نحن منذ أن بدأت الحرب ظللنا ندافع ومن يوقف الحرب هو المعتدي الباغي”، مؤكدًا أن واجب القوات المسلحة الأخذ بثأر الشهداء واسترداد حقوق المواطنين وأن المتمردين يجب أن ينالوا عقابهم عاجلا أم آجلا.
وأكد أن المعركة ما زالت طويلة حتى إذا انتهت في الخرطوم هناك مناطق أخرى، معلنًا عزم وتصميم القوات المسلحة بأن انتهاء المعركة سيكون بنهاية التمرد وانتصار القوات المسلحة.
ويظهر التناقض مقارنة بخطابه لقمة الإيقاد 41 غير العادية المعنقدة بجيبوتي في 9 ديسمبر الجاري، حيث أبدى البرهان استعداده لوقف الحرب خلال مخاطبته القمة، وقال “إنني ومن واقع حرصنا على السلام وحقن الدماء وإيقاف التدمير الممنهج الذي تتعرض له بلادنا، أجدد إستعدادنا للتوصل لحل سلمى للأزمة.
ونقل البرهان ذات الوعد والحرص لقادة دول إيقاد والأشقاء خلال زياراته لكينيا وأثويبيا وجيبوتي، الأمر الذي يشير إلى تناقضًا في خطاباته حيال حلول الأزمة السودانية وإنهاء الحرب.