جيبوتي – رهن قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان أولويات الحل السلمي للأزمة السودانية بتأكيد الإلتزام بإعلان جدة للمبادئ الإنسانية ووقف إطلاق النار من قبل قوات الدعم السريع، وإزالة كل ما يعيق تقديم المساعدات الإنسانية وأن يعقب ذلك إطلاق عملية سياسية شاملة تستند إلى إرادة وطنية.
وقال البرهان خلال خطابه أمام القمة غير العادية لرؤساء دول وحكومات الإيغاد (41) التي انعقدت بجيبوتي اليوم، وسط مشاركة إقليمية ودولية، قال “أن توقيع إعلان جدة للمبادئ الإنسانية كان فرصة حقيقية ومبكرة لإنهاء الأزمة السودانية سلمياً، لو إلتزم المتمردون بما تم التوقيع عليه، ولكن ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن التمرد لم تكن له أي إرادة سياسية لوقف حربه على الدولة والمواطنين”.
ونوه قائد الجيش إلى الدور الذي يمكن أن تلعبه الإيقاد في تحقيق السلام في السودان، مؤكداً أن أبواب الحلول السلمية لم تغلق، مرحبا بكل الجهود الرامية لوقف إراقة الدماء.
ونبه البرهان خلال خطاب إلى خطر التدخلات الخارجية في الأزمة السودانية، متمثلاً في تواصل إمدادات السلاح من داخل وخارج الإقليم والقارة الإفريقية، مشيرًا لإستمرار وصول “المرتزقة” من بعض دول الجوار القريب والبعيد لإطالة أمد الحرب وإرتكاب المزيد من الفظائع خاصة التطهيرالعرقي وجرائم الإعتداء الجنسي وتدمير المنشآت وتهجير المواطنين.
مجددًا إستعدادهم للتوصل لحل سلمى للأزمة، راهنًا أوليات الحل السلمى بـ”تأكيد الإلتزام بإعلان جدة للمبادئ الإنسانية بإخلاء الأعيان المدنية وبيوت المواطنين بشكل كامل من قبل قوات الدعم السريع، و وقف إطلاق النار، وتجميع القوات المتمردة في مناطق يتفق عليها.
وطالب البرهان بإزالة عوائق تقديم المساعدات الإنسانية لكل المحتاجين وتشجيع المتضررين من الحرب للعودة لمناطقهم وتقديم المساعدات اللازمة وفق الاتفاق المبرم في جدة بتاريخ 04 نوفمبر 2023م الماضي، مع إعادة المنهوبات للمواطنين.
وسمى البرهان مبادئ جديدة لتحقيق الغايات تتمثل في الإلتزام بحماية سيادة السودان وإستقلاله و وحدة أراضيه وشعبه، ورفض التدخلات الأجنبية.
قاطعًا بعدم التنازل عن قضية وجود جيش وطني واحد يحتكر إستخدام القوة العسكرية، معلنًا بأنها ضمانة أساسية للإستقرار في السودان والإقليم، مبينًا أن حمل السلاح وشن الحرب على الدولة لا يمكن أن يكون وسيلة للحصول على إمتيازات سياسية غير مستحقة وإن الوصول إلى السلطة لا يتم إلا عن طريق الإنتخابات.
مشددًا على إعمال مبدأ المحاسبة وعدم الإفلات من العقاب على الفظائع غير المسبوقة التي ارتكبتها قوات الدعم السريع، واصفًا بأنها السبيل الوحيد لعدم تكرارها وتحقيق العدالة ورتق النسيج الإجتماعي والإستقرار.