الفاشر – كثفت قوات الدعم السريع هجماتها على مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، وذلك بعد أيام فقط من صد القوات المسلحة السودانية وحلفائها محاولة للاستيلاء على المدينة.
وتعرضت المدينة لقصف عنيف من قبل قوات الدعم السريع، مما أدى إلى فرار المزيد من المدنيين إلى مناطق أكثر أمانًا خارج المدينة. وذكر شهود عيان أن قوات الدعم السريع وصلت إلى المستشفى الجنوبي التي تقع شمال حي السلام، ما أثار مخاوف من تعرض المدنيين هناك للخطر.
يذكر أن الفاشر تستضيف أكبر عدد من المدنيين النازحين من المناطق الريفية بالولاية، والذين فروا من هجمات قوات الدعم السريع في في ولايات جنوب, غرب, وسط وشرق دارفور اندلاع الصراع الدموي بين الجانبين في أبريل 2023.
كما تستضيف المدينة قاعدة الجيش الوحيدة المتبقية في المنطقة بأكملها، وهي الفرقة السادسة مشاة، بعد أن سيطرت قوات الدعم السريع على الفرق الأخرى في المناطق المختلفة من دارفور.
وفي الوقت نفسه، تواصل قوات الدعم السريع قصفها على الأحياء السكنية في المدينة، مما تسبب في أضرار كبيرة للممتلكات والبنية التحتية.
وتفيد التقارير بأن القصف المدفعي من جانب قوات الدعم السريع استمر بشكل مكثف من ساعات الصباح الأولى حتى الحادية عشرة صباحاً أمس، ثم توقف مؤقتاً قبل أن يرد الجيش بقصف مواقع قوات الدعم السريع في شرق المدينة.
وردت قوات الدعم السريع أيضاً بتكثيف قصفها على مقر الفرقة السادسة مشاة، مستهدفة مناطق شمال وشمال غرب المدينة. وسُمع دوي انفجارات قوية وطلقات نارية بالقرب من مقر الفرقة السادسة حوالي الساعة الثانية عشرة ظهرًا، مما أثار تكهنات بشأن انسحاب الجيش وأن الانفجارات كانت ناتجة عن ذخيرة أشعلتها قوات الجيش الهاربة.
ومع ذلك، أفاد مصدر عسكري لـ”سودانس بوست” أن الانفجار كان نتيجة هجوم شنته قوات الدعم السريع باستخدام طائرات مسيّرة، وأن الجيش كان يرد على هذا الهجوم. وادعى المصدر العسكري أن الجيش تمكن من صد الهجوم الذي استخدم فيه نحو 20 طائرة مسيّرة من جانب قوات الدعم السريع، تم تدمير 16 منها.
وفي بيان، نددت لجان مقاومة الفاشر بقصف قوات الدعم السريع المدفعي للأحياء السكنية، مؤكدة وقوع إصابات بين المدنيين دون تحديد عددها. وأشاروا إلى أن القصف المتواصل أجبر أعدادًا كبيرة من المدنيين على الفرار من منازلهم والنزوح إلى مناطق أكثر أمانًا خارج المدينة.
وقال أحد أعضاء لجان المقاومة: “نتج عن قصف قوات الدعم السريع هذا مقتل حوالي 3 نساء وأربعة أطفال. والآن، فر الناس من الأحياء التي تستهدفها قوات الدعم السريع إلى مناطق خارج شمال المدينة، وهذا ما يحدث في الفاشر”.
ويعد استهداف قوات الدعم السريع لعاصمة ولاية شمال دارفور انتهاكًا لقرارات الأمم المتحدة والولايات المتحدة التي دعت فيها الأطراف، بما في ذلك قوات الدعم السريع والجيش، إلى وقف القتال في المنطقة. وقد فرضت الولايات المتحدة سابقاً عقوبات على قائدين من قوات الدعم السريع لدورهما في قيادة الهجوم على الفاشر.
وفي بيان اليوم، حث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الأطراف على التراجع عن القتال في الفاشر ودعا قوات الدعم السريع على وجه الخصوص إلى وقف هجومها الذي قال إنه يهدد حياة المدنيين الأبرياء.
وكتب بلينكن: “أدعو الأطراف المتحاربة المسؤولين عن المعاناة السودانية – القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع – إلى سحب قواتهم، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، وإعادة الانخراط في المفاوضات لإنهاء هذه الحرب”.
وأضاف: “يجب على قوات الدعم السريع وقف هجومها الذي يضر بشكل غير متناسب بالمدنيين السودانيين. يجب على القوات المسلحة السودانية وقف القصف العشوائي الذي يدمر حياة المدنيين والبنية التحتية. وفي حين اتخذ الجانبان بعض الخطوات لتحسين الوصول الإنساني، فإن القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع تواصل تأخير وتعطل العمليات الإنسانية المنقذة للحياة. يجب على كلا الطرفين السماح على الفور بالوصول الإنساني دون عوائق إلى جميع مناطق السودان”.