أم درمان لـ«سودانس بوست» – لقي ما لا يقل عن 37 مدنيا مصرعهم وأصيب 54 آخرين بجروح، اليوم الأحد، في غارة جوية نفذتها القوات المسلحة السودانية على سوق قندهار غربي أم درمان.
وأكدت مصادر محلية من أم درمان بأن الغارة أسفرت أيضًا عن نفوق أعداد من المواشي.
وفي تصريحات خاصة لأحد السكان لـ«سودانس بوست» فضل عدم الكشف عن هويته، بأن الضحايا من بينهم سبع نساء وطفلان اثنان تتراوح أعمارهما بين أربعة وسبعة أعوام.
مبينًا أن الغارة الجوية وقعت حوالي الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي، وقال المصدر “هذه الغارة نفذتها طائرات البرهان صباح اليوم، وأسفرت عن سقوط العديد من القتلى، وأفيدكم الآن أن عدد القتلى 37 شخصا، من بينهم سبع نساء وطفلان اثنان يبلغان من العمر عامين وسبعة أعوام”.
وأضاف: “يريد البرهان منا مغادرة هذه المنطقة، لكننا غير قادرين على ذلك مطلقًا”، ويعاني السكان من شح في الموارد بعد توقف العمل واستمرار المعارك التي قيدت تحركاتهم.
يعتبر سوق قندهار الواقع غرب أم درمان من الأحياء القليلة المتبقية التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع شبه العسكرية هناك.
وفي بيان منفصل، زعمت قوات الدعم السريع سقوط عدد كبير من الضحايا بلغ 360 شخصا، بينهم مدنيون في ولاية النيل الأبيض.
وتعد هذه الغارة الجوية الأحدث ضمن التصعيد المقلق للعنف في السودان، ففي 25 مايو، أسفرت غارة جوية للجيش عن مقتل 28 شخصا في المكان نفسه، وفي ديسمبر 2023، أودت غارة جوية أخرى على سوق قندهار بحياة 75 شخصا.
وفي حادث منفصل، أفاد عضو لجان مقاومة محلية في شمال دارفور بأن غارة جوية لقوات الجيش على منطقة دامرة “الدوحة” شمال كبكابية يوم 8 يونيو أسفرت عن مقتل سبع نساء وأربعة أطفال وإصابة ثماني نساء بجروح، وذلك وفقا لما ذكره عضو بلجنة مقاومة محلية.
وتأتي هذه الهجمات الجوية المكثفة بعد أيام قليلة من هجوم قوات الدعم السريع على قرية “ود النورة” بولاية الجزيرة، والذي أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 200 شخصا وفقا لشهود غيان من المنطقة.
ونفت قوات الدعم السريع استهداف المدنيين، لكنها أكدت سيطرتها على المنطقة من مجموعة مسلحة متحالفة مع قوات الجيس، الأمر الذي أقدم على نفيه سكان من القرية.
وأثار ارتفاع عدد القتلى المدنيين موجة غضب ودعوات متجددة للتدخل الدولي لوقف العنف، وتكافح المنظمات الإنسانية المحلية للتصدي لتدفق الجرحى والنازحين.
هذ وأدان المجتمع الدولي على وجه السرعة أعمال العنف المتصاعد ضد المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها كل من قوات الصمود وقوات الدعم السريع.
وأصدرت وزارة الخارجية الأمريكية عبر مكتب الشؤون الأفريقية، بيانا يدين الهجوم على قرية “ود النورة” ومطالبة قائد قوات الدعم السريع، المعروف بـ “حميدتي”، بمحاسبة المسؤولين عن ذلك بين قواته.
وجاء في البيان: “نحن قلقون للغاية إزاء استخدام قوات الدعم السريع للمدفعية ضد المدنيين في ود النورة، يجب على الفريق أول حميدتي محاسبة قادته والمطالبة بوقف قواته عن استخدام العنف ضد المدنيين”.
وكرر السفير البريطاني لدى السودان، هايلز ليفر، الدعوة إلى المساءلة، وقال السفير ليفر: “ندين هذه الجريمة البشعة بأشد العبارات.
يتعين على قيادة قوات الدعم السريع أن تبذل المزيد من الجهد للسيطرة على قواتها ووقف هذه عمليات القتل، إن شراكتنا مع مركز المعلومات والتحريات بشأن أفريقيا (@Cen4infoRes) تقوم بجمع وحفظ الأدلة التي يمكن أن تشكل أساسا للملاحقات القضائية المستقبلية”.