أم درمان – أثارت التصريحات التي أدلى بها، مساعد القائد العام للقوات المسلحة السودانية، الفريق أول ركن ياسر العطا، حول دور دولة الإمارات العربية المتحدة وعدد من الدول الأخرى في الحرب في السودان، أثارت ردود أفعال واسعة وموجة من التعليقات العاصفة.
وكان العطا قد وجه انتقادات حادة لدولة الإمارات العربية المتحدة واتهمها بمساندة قوات الدعم السريع عبر (3) مطارات، عنتيبي في يوغندا، وأخرى بجمهورية أفريقيا الوسطى ومطار أم جرس بتشاد، وعبر مطار انجمينا نفسها في الأسبوع الماضي.
و وصف العطا عبر فيديو سجل خلال زيارة له لقيادة الاستخبارات العسكرية في منطقة وادي سيدنا الإمارات بأنها “دولة مافيا تحب الخراب وتمشي على خطى الشر” موجها انتقادات مريرة للأمير محمد زايد، محذرًا بعض المسؤولين في الدول المجاورة، والذين وصفهم بالمرتشين، من مغبة مواصلة مساندة مع الدعم السريع.
وأشار العطا أن الطائرات التي تحمل السلاح والعتاد للدعم السريع تصل إلى المطارات التشادية بمعرفة بعض النافذين في النظام التشادي، واصفًا شخصيات نافذة لم يسمها داخل تشاد بـ “عملاء الاستعمار الحديث من السياسيين النافذين المرتشين في الدولة يقدمون التسهيلات للطائرات الإمارتية التي تزود قوات الدعم السريع بما تحتاجه.
واضطرت الصفحات الرسمية للجيش السوداني في وسائل التواصل الاجتماعي لسحب فيديوهات التصريحات من مواقعها واستبدالها بأجزاء أخرى من نفس الحديث، غير أن الحديث المسجل كان قد انتشر في المواقع الأخرى على نطاق واسع.
وقال وزير شؤون مجلس وزراء الحكومة الانتقالية الأسبق خالد عمر “أن تصريحات الفريق ياسرالعطا الأخيرة ضد دول الإقليم الإمارات، يوغندا، تشاد” وما سبقها من حملات ضد كينيا و اثيوبيا و الاتحاد الأفريقي و ايقاد و الأمم المتحدة، هي استعادة للخطابات الغوغائية التي سادت في سنوات حكم النظام البائد وأورثت السودان العزلة، ودفع شعبنا ثمنها غالياً من حصار وتضييق، وتضرر منها جيراننا بصورة هددت السلم والأمن الاقليمي”.
وبين عمر في تغريدة له عبر منصة (x) أن أزمة السودان الحالية تعد داخلية بالأساس، معالجتها تتم بالتوجه لوقف الحرب واختيار الحلول السلمية بدلاً عن تدمير البلاد وقتل العباد الممنهج الذي يريد أن يوسع دائرة الحرب بتأجيجها داخلياً وخارجياً، لن يجلب لبلادنا إلا مزيداً من الخراب.
أضاف خالد: من يصدرون خطابات العداء ضد جيران السودان، لا يمثلون السودان ولا يبحثون عن حفظ سيادته ومصالح شعبه، مبينًا “عقب سقوط نظام البشير مر السودان بفترة انتقالية عادت فيها بلادنا عزيزة كريمة للأسرة الدولية وانتهت سنوات العزلة والعداء المجاني مع الجيران وهو ما انعكس ايجاباً على البلاد وشعبها لا يجب أن نسمح لكائن من كان أن يعيدنا لعصور الظلام مرة أخرى تحت أي ذريعة كانت”.
ويرى دبلوماسيون سودانيون أن مثل هذه التصريحات لا ينبغي أن تخرج للإعلام بهذه الصورة، وإذا كانت هنالك أي مشكلة و ربما تكون هنالك اتهامات بأن هنالك دولة تعمل على مساعدة الدعم السريع ضد الجيش السوداني يتم معالجة الأمور عبر الوسائل الدبلوماسية المتعارف عليها.
أما ياسر عرمان المستشار السياسي لرئيس وزراء الفترة الانتقالية الأسبق د. عبدالله حمدوك يرى أن الجنرال ياسر العطا أطلق النار على قدمه وعلى قيادة الجيش، وقال في تغريدته عبر (x) حديث العطا محير فهو يعبر عن اليأس أو الجهل في تناول العلاقات الخارجية.
مبينًا أن السياسية الخارجية لا تدار بالغضب أو الجهل ومثل هذا الحديث سيوسع دائرة الحرب وله آثاره المباشرة على الحرب وعلى السياسية، أولها قطع حبل التواصل الذي بدأه قائد الجيش، متسائلًا إن كان العطا يعمل ضد قائده وضد نائبه كباشي.
وأضاف عرمان “حينما يهجر الجنرال مهامه في هجير الحرب ويتحدث في السياسية سيما أن كان لا يحسن الحديث فعليه أن يصمت، أن هذا الحديث يضر بالشعب وبالوطن الذي يعاني الأمرين”.
وكان وزيرا خارجية الولايات المتحدة، انتوني بلينكن، والإمارات العربية المتحدة، عبد الله بن زايد آل نهيان، بحثا أهمية إنهاء النزاع في السودان في أواخر الشهر المنصرم.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان إن الجانبين أكدا على أهمية حماية المدنيين وسط تزايد أعمال العنف في البلاد، وأوضحت الوزارة أن حديث الوزيرين جاء خلال اتصال هاتفي في الأيام الماضية حول الأوضاع في غزة.