وسط دارفور – في ظل الظروف الإنسانية البالغة السوء والتعقيد التي خلفتها الحرب في أنحاء متفرقة من السودان، يعيش الأطفال والنساء الحوامل تحت وطأة المهددات القاسية وبالغة الخطورة، خاصة في ولايات ومناطق دارفور.
ومن خلال متابعات (سودانس بوست) حذر مواطنون ونازحون في ولاية وسط دارفور من مخاطر جمة تهدد حياة الأطفال والنساء الحوامل جراء تفاقم الأزمة وعدم توفر لقاحات التحصين، بجانب انعدام أقراص الحديد الخاصة بالحوامل منذ اندلاع الحرب، مع تزايد معدلات سوء التغذية.
رغم ذلك نظمت وزارة الصحة بالتعاون من اليونسيف ومنظمة الصحة العالمية حملة تحصين للأطفال ضد الحصبة والحصبة الألمانية في يناير الماضي استهدفت نحو 5.4 مليون طفل في سبع ولايات بالبلاد يسيطر عليها الجيش السوداني.
وبحسب مختصين ومسؤولين عن النساء النازحات بمعسكرات نيرتتي “فإن التقارير الصحية تشير لإصابة 30 في المائة من الأطفال، والنساء في سن الانجاب بسوء التغذية، محذرين من كارثة إنسانية في حال عدم وصول المساعدات خلال شهر، منبهين إلى عدم وصول أي مساعدات منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023م.
وتحكم قوات الدعم السريع سيطرتها على أربع ولايات في دارفور منذ اندلاع الحرب بينها والجيش السوداني، مع السيطرة اللاحقة لحركة جيش تحرير السودان قيادة عبدالواحد على منطقة نيرتتي.
وخلال استطلاعات وإفادات سابقة تحصل عليها فريق (سودانس بوست) في نيرتتي كشفت هذه الافادات عن معاناة سكان المنطقة من الجوع وأزمة المياه الحادة بسبب قلة مصادر المياه وتلوثها.
وتعاني نيرتتي أيضًا التكدس السكاني الكبير بسبب وصول آلاف النازحين الجدد الفارين من الحرب حيث تقيم نحو أكثر من 5 أسرة في كل منزل، كما أن البطالة وعدم توفر فرص العمل فرضت واقعًا إنسانيًا أكثر تعقيدًا هناك.
أما الجانب الصحي، فتعيش المنطقة حالة انعدام تام للدواء وخروج المراكز عن الخدمة وتزايد معدلات سوء التغذية وسط النساء والأطفال والحوامل، بحسب مراكز بحصية وناشطين ومدافعين عن حقوق الإنسان.
وبحسب مصفوفة تتبع النزوح التابعة لمنظمة الهجرة الدولية “يقدر عدد النازحين جراء الحرب نحو 6,467,700 ، ويتوزع النازحين في 6,968 موقعاً في جميع ولايات السودان، وتستضيف ولاية وسط دارفور 5 في المائة من العدد الكلي للنازحين.
وتشير الاحتياجات العاجلة إلى إعادة وتأهيل المراكز الصحية الخارجية للخدمة وتوفير مراكز جديدة والأدوية، مع ضرورة توفير المياه وتنقيتها وزيادة مواردها، والضرورة الملحة لتوفير مواد الإيواء للنازحين.
وتشهد نيرتتي ومعظم المناطق الملتهبة في السودان ارتفاعا غير مسبوق في أسعار السلع والخدمات، حيث بلغ سعر جوال السكر في نيرتتي نحو 105 ألف جنيه، ورطل السكر 1200ج، بينما بلغ مد الذرة 2500، وقارورة الزيت 1300 جنيه.
بجانب ارتفاع المستهلات الضرورية من بينها اللحوم والبصل، حيث بلغ سعر كيلو اللحم البقري حوالي 3500 جنيه وكيلو الضأن 4500 جنيه، بينما بلغ كوم البصل ألف جنيه، وتتزايد في مناطق أخرى في أنحاء السودان.
وتتكرر النداءات العاجلة للمنظمات الإنسانية المحلية بالتدخل العاجل وتوفير الغذاء والخدمات الأساسية والمياه مع تحذيرات مستمرة من كارثة إنسانية في حال عدم وصول المساعدات، بينما تأوي معسكرات نيرتتي آلاف النازحين منذ العام 2003 م بجانب النازحين الجدد من مختلف الولايات جراء الحرب الدائرة في معظم مناطق السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع.