نيو يورك – أنهى مجلس الأمن الدولي مهام ولاية بعثة الأمم المتحدة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (يونيتامس)؛ اعتبارًا من 3 ديسمبر الجاري، وهي بعثةٌ سياسية تختصُ بتقديم الدعم لـ السودان خلال انتقاله السياسي لحكم ديمقراطي.
وناقش مجلس الأمن الدولي، في ساعات متأخرة من يوم الجمعة، خطابا تقدمت به الحكومة السودانية في السادس عشر من نوفمبر تطلب فيه إنهاء مهمة بعثة الأمم المتحدة لدعم الانتقال في السودان يونيتامس، والتي بدأت عملها في مطلع العام 2021؛ لكنها وجدت معارضة كبيرة من تنظيم الإخوان المسلمين في السودان وقادة كبار في الجيش.
اعتمد المجلس القرار رقم 2715 الذي أنهى بموجبه ولاية بعثة الأمم المتحدة في السودان، بتصويت أغلبية 14 عضوًا في المجلس المكون من 15 عضوا، وامتناع روسيا عن التصويت.
ويدعو القرار البعثة إلى البدء فورا، في الرابع من الشهر الحالي، بوقف عملياتها ونقل مهامها إلى وكالات الأمم المتحدة وبرامجها وصناديقها بهدف إنهاء تلك العملية بحلول التاسع والعشرين من فبراير 2024.
وكان المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك أكد استلام الأمم المتحدة خطابا من الحكومة السودانية “يعلن قرار الحكومة إنهاء بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لتقديم المساعدة في الفترة الانتقالية (يونيتامس) على الفور”.
وقال ستيفان دوجاريك إن الحكومة السودانية “أعلنت أيضا التزامها بالانخراط بشكل بناء مع مجلس الأمن والأمانة العامة للأمم المتحدة بشأن صيغة جديدة متفق عليها”.
وأكد أهمية وكالات الأمم المتحدة وصناديقها وبرامجها، وشدد على ضرورة أن تتم عملية انتقال وتصفية بعثة يونيتامس بشكل منظم من أجل ضمان سلامة موظفي الأمم المتحدة والأداء الفعال لجميع عمليات الأمم المتحدة، بما في ذلك المساعدة الإنسانية والإنمائية.
ودعا القرار جميع الأطراف السودانية ذات الصلة إلى التعاون الكامل مع الأمم المتحدة أثناء انتقال وتصفية البعثة، كما طلب القرار من الأمين العام إبقاء مجلس الأمن على علم بشأن عملية الانتقال والتصفية.
كما رحب القرار بتعيين رمطان لعمامرة مبعوثا شخصيا للأمين العام إلى السودان، بهدف استخدام مساعيه الحميدة مع الأطراف والدول المجاورة، لاستكمال جهود السلام الإقليمية، بما في ذلك جهود الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية. وطلب من الأمين العام تقديم تقرير مكتوب خلال 90 يوما، ثم إحاطة مجلس الأمن كل 120 يوما بشأن جهود الأمم المتحدة لدعم السودان في طريقه نحو السلام والاستقرار.
وأعرب القرار عن الجزع إزاء استمرار العنف والوضع الإنساني، ولا سيما انتهاكات القانون الإنساني الدولي والانتهاكات والتجاوزات الجسيمة لحقوق الإنسان، مسلطا الضوء على التأثير الخطير على المدنيين. ودعا جميع أطراف النزاع إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية بما في ذلك عن طريق الوفاء بالتزاماتها في جدة، والسعي إلى حل تفاوضي للصراع.
ورحب القرار بالجهود الدبلوماسية التي تبذل في إطار الهيئة الحكومية الدولية للتنمية (إيقاد) وقيادة الاتحاد الأفريقي، ورحب بالالتزام الثابت للبلدان المجاورة بدعم المدنيين الذين فروا من السودان.
وشجع القرار المنظمات الدولية والإقليمية والدول الأعضاء في الأمم المتحدة على الاستجابة بسرعة للاحتياجات الإنسانية المتزايدة في السودان وجيرانه، بما في ذلك الاحتياجات الإنسانية المحددة في خطة الاستجابة الإنسانية .
الجدير بالذكر أن بعثة يونيتامس هي بعثة أممية سياسية خاصة، تأسست وفقا لقرار مجلس الأمن 2524، في يونيو 2020م.
و وصف محمد حسن عربي القيادي بالمجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير قرار إنهاء تفويض بعثة يونيتامس، بالمحبط مع انه متوقع.
وقال إن البعثة جاءت بناء على طلب حكومة السودان، وفى ظل الانقلاب عليها، وعلى مشروع الانتقال المدني الديمقراطي و دخول البلاد فى الحرب لم يعد للبعثة جدوى في الاستمرار.