مرثية مايكل ماييل
النعيم مبارك كول
جاء موعد رحيلك يا مايكل ولا احد يمنع الأجل
نودعك اليوم ونودع معك أجمل الخصل
ورغم غيابك جسدا لكن ستبقى فينا ذكرى ومثل
لأنك كنت سندا لنا وعمادا للمستقبل
أفنيت العمر تخدم في صمت وبذل
لم نسمع بانك اذيت شاباً ولا كهل
يداك طاهرتان من الفساد نقياً كنفس طفل
لا فتنة بين الناس او اثارة جدل
حكمتهم كما امرك الله والدستور بالعدل
رحيلك الم مر .. ستفقدك البلاد جيلا بعد جيل
والحلم الذي بدات بناءه ولم يكتمل
لا ندري كيف سيغدو دونك ايها الرجل
من سيحمل الشعلة وينير لنا الطريق بالحكمة والعقل
كنت رمز الوحدة بين الناس شمالا وجنوب كل الوطن لك اهل
قليل الكلام كثير العمل .. فانت من قيل فيك خير الكلام ما قل ودل
تواريت عن الانظار لكني اراك كالشعاع خلف التل
اعمالك الجليلة التي قمت بها في صحائف التاريخ تُسجل
فخورون بك لقد رفعت راسنا بين الدول
سفيرا للانسانية .. تروي للعالم عظمة شعب ناضل واستقل
هكذا رباك جيكانج بالفضيلة .. ولبانتيو الخضراء فيك فضل
منذ الميلاد وانت تكافح لاجل التعليم ومحاربة الجهل
ولقد حصدت ثمرة جهدك من ذاك الحقل
جنوب السودان تنعي فيك الاخلاق والرجل البطل
لا تخاف لومة لائم في الحق وزهق الباطل
إلا أن صمتك الطويل في القول يصيب الناس أحياناً بالتساؤل
ولكن هذه شيمتك بين اقرانك عندما كنت في الفصل
لقد وصلت الامانة ، وحان الموعد من صحوة الجواد تترجل
ولن نبكيك كثيرا .. ففي الغابة سيظهر من بين ابنائك شبل
كيف نبكيك وانت بتعاليم الرب متمسك ومبشر بالإنجيل
نم قرير العين في قبرك يا سيدي حتى نلتقي حين نصل
( مايكل ماييل شول الحاكم الاسبق لولاية الوحدة من عشيرة جيكانج لقبيلة نوير في بانتيو جنوب السودان خبير فني في مجال الادارة ، وسياسي عمل في الكثير من المواقع الادارية في السودان ووعين واليا لولاية الوحدة في بانتيو ، وكان رئيسا لمفوضية الانتخابات ثم رئيسا لمفوضية الاستفتاء ، وبعد الانفصال سفيرا اول بالخارجية وعندما توفي كان سفيرا لجنوب السودان في دولة غانا بغرب افريقيا .. الله يرحمه بقدر ما اعطي من عمره لبلاده واهله .. )