سنار – الآلاف من المواطنين أخرجتهم الحرب من مدنهم الآمنة، بالرغم من المؤشرات التي كانت تدل على إنفجارها في أي لحظة، إلا أن حرب 15 أبريل فاجأت الشعب السوداني بقسوتها وتصاعد وتيرتها في وقت وجيز.
أدى لإفراغ المدن وجعلها أشبه بمدن الأشباح، لاجئون في مدن الجوار ونازحون في ولايات مجاورة، لم يمنعها ضيق الحال وتردي الأوضاع الاقتصادية من استقبال النازحين في المدارس وبيوت الشباب والأندية، وحتى في منازلهم.
مبادرات قام بها البعض لتقديم الغذاء والكساء والمأوى للقادمين من مناطق النزاع والهاربين من الحرب المستعرة، من خلال غرف الطوارئ بالولايات التي وجدت القبول من المجتمعات المحلية في ظل غياب المساعدات و وصولها للمتضررين.
(١)
غرفة طوارئ مايرنو جنوبي ولاية سنار من المبادرات التي قامت بأدوار كبيرة في تقديم جهدها لإغاثة وإعاشة النازحين، حيث تقع مدينة مايرنو على طريق المرور السريع الذي يربط بين مناطق ومدن (ود مدني وسنار وسنجة والدمازين)، مما جعلها نقطة محورية للعابرين نحو الجنوب.
الأمين العام لغرفة طوارئ مايرنو بابكر آدم محمد علي، يحكي قصة مطبخ مايرنو لإعاشة النازحين والعابرين إلى المناطق الجنوبية، مشيرًا إلى أن غرفة طوارئ مايرنو العامة تكونت عام 2020م، والتي كانت قبل هذا تسمى بـ(غرفة طوارئ كورونا بمايرنو).
وبعد انتهاء الجائحة تحولت الغرفة لعمليات طوارئ عامة، تعمل في مجالات مختلفة منها إغاثة الملهوف ودرء الكوارث والوبائيات وغيرها من الغاشيات التي تطرأ.
وتضم الغرفة في مكوناتها عددًا من الأجسام والكيانات الأهلية والتطوعية ومؤسسات المجتمع المدني، والمنظمات، وأيضاً تضم كوادرًا مهنية متخصصة في مختلف المجالات، غير منتمية لأي جهة سياسية أو رسمية.
(٢)
استقطبت الغرفة مجموعة من الشباب المتطوعين من أبناء المنطقة وغيرهم من الوافدين تحت مسمى (لجنة الإعاشة) يقفون على إطعام وإعاشة النازحين بدور الإيواء والعابرين بالمنطقة إلى مناطق أخرى عقب تمدد الحرب إلى ولايات الجزيرة ومناطق غربي سنار، حيث يعمل الشباب والشابات في مساعدة النازحين، وتوفير الغذاء لهم.
وفي حديثه لـ(سودانس بوست) يمضي بابكر إلى أن المطبخ أو لجنة إعاشة النازحين الذين نزلوا واستقروا بمايرنو، بعد اجتياح مدني، من ضمن الغرفة بدأت عملها بعد وصول النازحين ولاية سنار.
مضيفًا: خصصنا خمس مدارس ابتدائية لإيواء النازحين، بعضها امتلأت فصولها بالنزلاء، وأيضاً هناك نازحين نزلوا في منازل المواطنين على ضيقها ولكن تقديرا لظروفهم احتضنتهم الأسر بدفء وقاسمتهم اللقمة. في الفترة الأخيرة شاهدنا تزايد أعداد النازحين مع ارتفاع وتيرة العمليات الحربية، وتشير الإحصائيات إلى أن الوافدين لمايرنو، أكثر من المغادرين لأماكن أخرى.
(٣)
وبقوله يمضي بابكر إلى أن لجنة الإعاشة في مراكز الإيواء، تقدم الغذاء لعدد لا يقل عن (300) فرد، غير الذين يتواجدون في منازل المواطنين، ويعد هذا العدد كبيرًا على إمكانيات الغرفة بتشعب وتعدد مجالات عملها، الأمر الذي يشير إلى حوجتها للمساندة والمساعدة بالمعينات من أموال ومواد تموينية وغدائية وغيرها من معينات العمل.
ووجه الأمين العام للغرفة نداء للمنظمات التطوعية المحلية والإقليمية والأممية والخيريين والمقتدرين للمساعدة في تقديم الخدمات لكل النازحين بمنطقة مايرنو.
مشيرًا إلى أن التمويل الآن ينحصر في تغطية احتياجات لجنة الإعاشة من أبناء مايرنو، خاصة المغتربين حيث كونوا مجموعة لجمع المساهمات التي تقدر حتى الآن بـ(مليون ومائة ألف) للغرفة وأنشطتها، خاصة ما يلي الخدمات العلاجية والطبية بعد إغلاق المرافق الصحية والعلاجية بمدينة سنار، مما أضاف أعباء إضافية على مستشفى مايرنو، وتلقينا كذلك مساهمات مالية وعينية من أسر وأفراد مواطني مايرنو.
مؤكدا أن أبرز التحديات التي تواجه العمل هو قلة أماكن تسكين النازحين، وذلك بسبب نزوح سكان الخرطوم من أبناء المنطقة قبل أحداث ولاية الجزيرة، إضافة لارتفاع أسعار العلاج والسلع التموينية بعد إغلاق سوق سنار، بسبب وصول قوات الدعم السريع تخوم والولاية من الجانب الشمال والشمال الغربي، إلى جانب قلة الممولين بسبب توقف أعمال ومرتبات أغلب السكان ما يشكل تحدياً، مع انعدام وجود منظمات طوعية مقتدرة بالمنطقة.
(٤)
تحديات تواجه المتطوعين في العمل الإنساني بولايات السودان، أكثرها سوءا موجة الاعتقالات التي تطال الناشطين من قبل قوات الجيش، وضيق ذات اليد في تغطية حاجة النازحين من الغذاء والدواء والسكن، (مطبخ مايرنو) بالرغم من الأدوار الكبيرة التي يقوم بها، إلا أن التوقف يتهدده نسبة للضغط وقلة الإمكانيات المتاحة، في ظل غياب تام للدولة السودانية.
ترى هل ستقوى إمكانيات الشباب/ات على الصمود في ظل تصاعد المعارك، وزيادة أعداد النازحين، أم ستتدخل المنظمات الأممية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه..؟.
تقرير: ماجد القوني – صحفي سوداني
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(لمن أراد مد يد العون، التواصل “0915179481” ترسل المساهمات على رقم الحساب بنكك (3394423) بإسم سالم أحمد سليمان محمد/الأمين المالي للغرفة، رقم واتساب لإرسال إشعار التحويل – 0915179481)