وأسفر اشتداد المعارك عن إغلاق الأماكن التجارية، كما أدى إلى نقصان في السلع الغذائية، إلى جانب نقصان في الوقود الذي تسبب في ارتفاع الأسعار وشح الغذاء لأسر باتت تتخذ الأسواق مصدرًا للكسب البديل بعد أن أوقفت الحرب رواتب الموظفين وفقد الكثير من المواطنين مصادر عملهم الأساسية.
وقال شهود عيان لـ(سودانس بوست) إن العلمليات العسكرية تصاعدت وتيرتها بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بشكل عنيف بحد وصفهم، مشيرين إلى أن محاور اشتداد المعارك في “أم درمان والخرطوم بحري” ما أجبر الأهالي إلى النزوح من مناطق سيطرة الجيش إلى مناطق سيطرة الدعم السريع بأحياء أم درمان القديمة.
وقال الشهود إن منطقة أم دردمان القديمة ظلت تشهد معارك عنيفة لثلاثة أيام بعد تقدم الجيش جنوبًا، إلى جانب تقدم قوات الجيش أيضًا ناحية السوق الشعبي وبيت المال وتمركز القوات داخل حدائق أم درمان الكبرى.
وفي السياق ذاته واصلت قوات مدفعية الدعم السريع القصف بالمدافع الثقيلة لمقر القيادة العامة للجيش، وسلاحي المهندسين الإشارة وكذلك سلاح المدرعات.
وقال مواطنون أنهم شاهدوا تصاعد الدخان بكثافة في محيط سلاح الإشارة التابع للجيش بمدينة بحري شمالي الخرطوم مع وقوع اشتباكات في الأحياء المجاورة كما شهدت محلية شرق النيل قصفاً مدفعياً من قبل الجيش لمناطق سيطرة الدعم السريع.
من جهتها أعلنت القوات المسلحة إنها شنت هجوماً على مواقع تمركز الدعم السريع في محيط القيادة العامة، وفي الوقت نفسه اتهمت قوات الدعم السريع الجيش بقصف مصفاة الجيلي يوم السبت.
وكشفت مصادر عسكرية لـ(سودانس بوست) عن تمكن قوات العمل الخاص من إيصال امدادا بري عبر تقدم بعض المتحركات مبينًا أن اشتداد المعارك في محور أم درمان كان لهدف امداد سلاح المهندسين.
واستقبلت الخرطوم رغم المعارك المتبادلة بين الجيش والدعم السريع، مجموعات كبيرة من السكان العائدين إلى منازلهم، حيث أشار سكان إلى أن الظروف الاقتصادية أجبرتهم للعودة مرة أخرى عقب النزوح لأماكن كانت آمنة في بداية أيام الحرب أبرزها ولاية الجزيرة.
وتشهد الخرطوم أزمة وقود حادة مع ارتفاع غير مسبوق لـ(البنزين) الذي سجل ٤٨ ألف جنيهًا سوداني لسعر الجالون الواحد، بينما تمضي مؤشرات أزمة الوقود نتاج تدمير مصفاة الجيلي بشكل كامل.
كما أشارت مصادر أخرى إلى أن السلع الغذائية أيضًا تأثرت بارتفاع سعر الوقود، وأصبحت سلع المعيشة الضرورية في تزايد مضطرب في الأسعار ومخيف بات يهدد أمن السكان إلى مهددات استمرار الحرب.