مقالات الرأي التي تُنشر عبر موقع سودانس بوست تعبر عن آراء كُتابها وصحة أي ادعاءات هي مسؤولية الكاتب/ة، وليست سودانس بوست. إذا كنت تريد نشر مقالتك على موقعنا، فاتصل بنا هنا.
وهل يحتاج ملف “أبيي” الى”دينق ألور” ؟
كتب: مثيانق شريلو

دينق ألور(صورة ارشيفية)
راي (سودانس بوست) – مرة اخرى يقوم رئيس الجمهورية سلفاكير ميارديت ، بإعادة ادارة ملف أبيي الى السيد دينق ألور كوال ، العائد مرة اخرى الى احضان الحركة الشعبية بعد سنوات عديدة عقب المفاصلة المؤلمة التي تعرضت لها الحركة عقب احداث ديسمبر 2015م ، والتي اعقبتها مشاكسة سياسية طويلة افضت الى ان تعيش الحكومة عزلة دبلوماسية مؤلمة مع الخارج بسبب التحركات الخارجية التي قادتها مجموعة المعتقلين السياسين السابقين ” راجع تصريحات مسؤولي الحكومة ” ، والتي يقف فيها دينق ألور في مقدمة صفوفها مفاوضاً مرة وممثلاً لها في عدة لقاءات داخل الاقليم وخارجها ، تلك العزلة دفعت رئيس الجمهورية الى القول في احدي خطبه العامة ، بان ما قامت بها المجموعة في حق البلاد ، لم يقم بها زعيم المعارضة المسلحة دكتور ريك مشار الذي قاد صداماً مسلحاً في البلاد ومع ذلك فان ما قام لا يساوي ما قامت بها المجموعة من ” اضرار عديدة على تحركات ومواقف الحكومة امام الخارج ” بحسب ما ادلى به فخامة الرئيس .
*ومع ذلك يعيد رئيس الجمهورية هذا الملف الحساس الى السيد دينق ألور ، الذي ظل هذا الملف مرتبطاً به طوال سنوات شهر العسل القديم والذي كان فيه متقدماً الصفوف ، مفاوضاً وممثلاً لرئيس الجمهورية في العديد من المحافل الاقليمية والدولية ومساهماً بفعالية في تقوية الاواصر الدبلوماسية بين النظام الذي كان فيه احد صقوره البارزين ، مع تلك الدول التي اصبحت الان تتخذ مواقف سلبية ضد نفس النظام الذي يعود اليه ألور هذه المرة عبر بوابة ملف أبيي ، والذي يعني من زاوية اخرى ان الرجل اقترب كثيراً من بوابة الصفوف الامامية لقادة النظام في شكله الجديد ، ولن يكون ألور وحده من سيعتلي الصفوف فبعض من قادة مجموعته التي توزعت وتشتت ، تقترب بشدة من بوابة القصر الرئاسي كل وفق مهاراته من اجل الالتفاف حول ” الرئيس ” فقط وليس غيره .
*لم تكن عودة ألور عبر بوابة ملف أبيي صدفة ، وانما كانت عبر حوارات طويلة امتدت لاشهر قادها شخصيات متعددة من مناطق جغرافية بعيدة عن منطقة أبيي ، بعض من قادوا هذه الحوارات كانوا رفاقاً في سنوات التحرير والبعض الآخر من الوافدين الجدد للحركة او للنظام بشكله الحالي ، وهي حوارات تبحث عن تيارات جديدة تنظر بجدية الى تشكيل واقع اخر من التحالف السياسي الجديد الذي يسعى نحو تحقيق هدف مهم وهو ” احتضان الرئيس “.
*ومع اعادة ملف ” أبيي ” الى السيد دينق ألور كوال ، يجب ان نسجل تأكيداً واحداً ، بعيداً عن كل هذه المعطيات ومنعزلاً عن التداعيات السياسية المحتملة ، وهو تأكيد يسعى للقول بان هذا الملف لا يحتاج الى ” دينق ألور كوال ” ، وانما يحتاج الى شخصية أخرى من الحركة التي نالت تفويضاً شعبياً من مواطني أبيي قبل سنوات طويلة ولم يشترطوا ان يكون الممسك على هذا الملف من احدى عشائر دينكا نقوك ، وهذا الملف الذي شهد تقدماً كبيراً في غياب دينق ألور يحتاج الى مواطن آخر من احدى ولايات البلاد ، ويشترط ان لا يكون من منطقة ” أبيي ” ، مثلما يترأس لجنة الحدود الحكومية شخص ينتمي الى ولاية ليست حدودية مع اي دولة مجاورة.
الأستاذ مثيانق شريلو، هو رئيس تحرير صحيفة الموقف الناطقة بالعربية في جنوب السودان.