قصيدة (سودانس بوست) – شكراً جزيلاً يا وطن..شكراً لأن الحرب طال وأتاح للمأجور أن يغتال حلماً في دمى.
شكراً لأنك حين كنت تمارس التمريض في جسدي المباح لم يسألوك .
بل لم يسألوا حتى عن الإسم الصحيح لجنسك المخلوط بين الزنج والعرب الرعاة.
بل أكتفوا بملامح الخط العريض على جبينك يا فتى.
شكراً لأنك قد فتحت الباب في وجه الغريب .
جاءوك من عصر سحيق.
فتمددت في الأرض أزمنة الخراب.
وتمزقت أوتار أبنية الحياة.
لكنني لم إنتحر ..بل قلت للطفل الصغير لا تندهش.
فالنيل جاسوسٌ من النوع الخطر.
والموت أحياناً يكون من الحذر .
شكراً لأن النور جاء مع الغريب ولم يلد إلا الفسوق من الفجور .
وأشاع في الناس الجهاد وزهق الروح بإسم الدين والبحر القديم .
هل هذه الأشياء يمكن أن تقود إلى السماء .؟
هل جاء ربك في ديار الناس ينتزع الصفاء.؟
شيءٌ خطر يا شيخنا أن تستبيح دماء كل الأبرياء ليسود في الأرض الرياء .
شكراً لأنك لم تكن يوماً تجيد بلادة الجبناء أو كنت توافق الجهلاء.
فيما ينظرون إليه من الغباء.
وبرغم تجادل الفقهاء حول محاسن الرجل الفقيد وكيف يمكن أن يعاد إلى الحياة.
الآن.. يمكنك الصلاة على الجنازة بعد أن شاع الخبر وتقبل الناس العزاء..؟
سأعود أعلن ثورتي وأدق أعناق التقوقع والتنصل عن حقوق الشعب في شرع النضال .
فالعار أن نبقى ولا نلد الشعور ونظل نحث أرصفة الشوارع أن تثور.
ثم نعود نهتف من جديد.
شكراً جزيلاً يا وطن .