[ملتزمون بمخرجات قمة “ايقاد” القاضية بلقاء قائد الدعم السريع وقائد الجيش]
* دعنا نبدأ بسؤال عن آخر ما نُسب لقائد الدعم السريع من صريحات بأن الحرب لن تتوقف الا بتدخل دولي، كيف قرأتم ما راج حول ذلك وما الغرض منها؟
– فيما يتعلق بالتصريحات التي نسبت لقائد قوات الدعم السريع في إطار أنه لن تنتهي الحرب إلا بتدخل دولي، هذه التصريحات عارية من الصحة ولا أساس لها، ولا علاقة لها بقائد قوات الدعم السريع، ونحن لا نعرف من أين جاءت هذه التصريحات، فقد وضحنا موقفنا تجاها وأصدرنا بيانًا رسميًا بأن قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو لم يصدر أي حديث حول هذه المسألة التي تتعلق بإنهاء السلام عن طريق التدخل الدولي.
* من المؤكد أن هناك مغزى من إطلاق هذا التصريح؟
– أنا شخصيا كناطق رسمي باسم قوات الدعم السريع لن آخذ أي اعتبار لهذه المسألة فهي ليست ذات أهمية، ولكننا نرصد ونتابع كثير جدًا من القنوات التي تبث أخبارا كاذبة وتنسب للجزيرة أو الحدث كمصدر، وهذه الأخبار ليست لديها أي أساس من الصحة، لذلك نحن ندرك أن هناك طرف ثالث يطمح في استمرارية الحرب لأن وقف الحرب ليس من مصلحته وبالتالي كل الأشياء التي تحدث ننسبها للطرف الثالث وهو الذي يسعى لاستمرارية الحرب.
[هناك طرف ثالث يطمح في استمرار الحرب.. وهذه رسالتنا لشرفاء الجيش]
* بعد بسط الدعم السريع سيطرته على ولايات دارفور، كيف يتم الآن تسيير دولاب العمل وعملية انسياب الخدمات للمواطنين؟
– كل الولايات التي سيطرت عليها قوات الدعم السريع في إقليم دارفور آمنة ومستقرة بشكل طبيعي جدًا والحمد لله رب العالمين. وكما تتابعون قطعنا شوطا كبيرًا في إعادة وتأهيل أكبر عدد من المستشفيات خاصة التي خرجت عن الخدمة منذ بداية الحرب، والآن فُتحت المدارس والمستشفيات ومحطات المياه ومراكز الشرطة، أيضا شاهدتم العديد من الفيديوهات التي وثقت كثير من المواقف في إطار إعادة تشغيل المستشفيات ومحطات المياه والكهرباء، وفعلت دور الشرطة المدنية والفيدرالية في إطار التأمين الداخلي للمواطنين ولممتلكاتهم، ونحن في قوات الدعم السريع، فإن المساعدات التي يتم تقديمها للمواطن في مواقع سيطرتنا حتى يستطيع المواطن أن يدير نفسه وبالتالي نحن سلمنا كل الشؤون التي تتعلق بدولاب العمل في إطار المؤسسات الخدمية للإدارة الشعبية ونحن فقط نقوم بمدهم ومساعدتهم بالاحتياجات الحياتية وتوفر الأمن وكل إمكانياتنا سخرناها لإعادة الحياة الطبيعية في مناطق السيطرة والآن كل الولايات التي سيطرنا عليها خاصة ولايات دارفور و ولاية الجزيرة و ولاية الخرطوم، المواطن يعيش في أمن وسلام، والآن الأمور في تقديري عادت إلى طبيعتها بنسبة كبيرة جدا.
– باسم قوات الدعم السريع وعلى المستوى الشخصي لا أنتبه لتصريحات البرهان كثيرًا لأننا عرفناه شخصية غير متزنة وغير مضبوطة في خطاباته وتصريحاته، فالبرهان يمكن أن يخرج بتصريح للرأي العام عن طريق معلومة غير مؤكدة، وبالتالي شخصية البرهان لا يمكن أن تربط تصريحاته بأي واقع في المستقبل، فالبرهان يمكن أن يصرح دون سبب، وفي تقديري أن التصريحات الأخيرة للرجل هي ردة فعل لشيء ما يمكن أن يكون قد سمعه، لكن نقول أن هذه التصريحات ليس لديها أي تأثير ولم تحقق أي تقدم في المعركة.
[الشعب السوداني شعب طيب جدا لا يستاهل ما حدث له]
* نلاحظ في الآونة الأخيرة انحياز العديد التجمعات المناطقية والقبلية للدعم السريع؟
– هذه القبائل والمجتمعات التي تنحاز لقوات الدعم السريع في ظل هذه الظروف هي مجتمعات واعية ومدركة وقدرت أنها تعرف مدى صدق قوات الدعم السريع في هذه الحرب التي فُرضت عليها وهي من تقاتل نيابة عن الشعب السوداني المظلوم لأكثر من ثلاثين سنة، وفي تقديري هذه القبائل أدركت تماما وتوصلت لحقائق، بناءًا على هذه الوقائع حددت موقفها بالانحياز لنا، ونحن نرحب بكل مجتمعات السودان، وندعو كل المجتمع السوداني أن يتوحد خلف قوات الدعم السريع، من أجل تحقيق تطلعاته المتمثلة في الحرية والسلام والعدالة والتحول المدني الديمقراطي من أجل رفع المعاناة والظلم عن شعبنا.
*نلاحظ مناشدات متكررة من قبلكم لضباط الجيش بأن يكون لهم موقف واضح داخل الجيش جراء هذه الحرب ما المقصد الرئيس؟
– نحن ناشدنا شرفاء القوات المسلحة بأن يكون لهم دور واضح في إطار حسم العبث الذي تقوم به مجموعة من منسوبي المؤتمر الوطني والحركة الاسلامية داخل الجيش باعتبار أنهم شرفاء وهم الذين يحملون هم الوطن، ناشدناهم كثيرًا وفي تقديري أن المعركة لا تحتمل الحياد وبالذات من شرفاء القوات المسلحة.
* إذا ماهي رسالتكم لهم؟
– الموقف الآن لا يحتمل الحياد، بخاصة في هذا التوقيت وبالتالي لا بد من شرفاء القوات المسلحة أن يكون لهم رؤية واضحة في مثل هذه الظروف بحسم هذا العبث وحسم عناصر الحركة الإسلامية الذين اختطفوا قرار الجيش، وسخروا إمكانية القوات المسلحة لغرض نصرة الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني، من أجل عودتهم للسلطة مرة أخرى وأنا في تقديري كل هذه التكاليف تأتي خصما على أرواح الشعب السوداني وممتلكاته وثرواته.
[هذا (…..) ما تقوم لجنة الظواهر السالبة في الجزيرة وقريبا سنزيل كل آثار الحرب وتصبح متعافي]
– الشعب والجنرالات الذين يتبعوا للحركة الاسلامية وينتموا إليها هم من يسخرون كل إمكانية الشعب السوداني من أرواح وأموال لغرض عودة المؤتمر الوطني للسلطة مجددا، فلذلك المطلوب من شرفاء القوات المسلحة أن يكون لديهم دور واضح ويدركوا هذا الخطر ويعرفوا أن هذا الحديث الذي نقوله بأن هذه الحرب أشعلها فلول النظام البائد والحركة الإسلامية وقاداتها المتمثلة في (علي كرتي و أسامة عبدالله) وغيرهم من قيادات الفلول الذين تم اطلاق صراحهم من السجون، هم الآن يقودون الاستنفار والتعبئة الشعبية لغرض عودتهم للسلطة وهذا الأمر الجميع يعلمه وبالتالي نحن ندعو كل شرفاء القوات المسلحة بالانحياز لقوات الدعم السريع كما انحازت المجتمعات الأخرى من أجل تحقيق تطلعات الشعب السوداني المتمثلة في الحرية والسلام والعدالة والتحول المدني الديمقراطي ومن أجل بناء جيش وطني مهني واحد يحمي البلاد ولا يحكمها.
* إلى أي مدى يمكن أن يسهم الاتفاق الذي تم بين قائد الدعم السريع و”تقدم” برئاسة حمدوك مؤخرًا في أديس أبابا في وقف الحرب وتحقيق السلام، في ظل تهديد بمحاسبة مجموعة السياسيين الذين التقوا بدقلو؟
– في الوقت الراهن كل الأصوات التي تقف ضد الاتفاق الذي تم بأديس أبابا بين قائد قوات الدعم السريع و”تقدم” برئاسة حمدوك رئيس الوزراء السابق هي أصوات معادية، فالشعب السوداني الآن يريد احلال السلام ويريد دعم كل الخطوات التي تدعم السلام وأنا في تقديري هذه الخطوة موفقة ونحن نتوقع من كل الأجسام المدنية السياسية وغيرها أن تعتبر الموقف طبيعي لبحث سبل السلام من أجل إنهاء معاناة الشعب السوداني وفي المقابل يمكن أن تكون هنالك أجسام أخرى تكون تحالفات مدنية لتدعم القضية وتوحد رؤيتها مع “تقدم” لدعم مسألة السلام في السودان، وبالتالي الشعب السوداني كله يحتاج للسلام والاستقرار و إنهاء المعاناة، فلذلك من يريد السلام حتما لا يسيء أو يعبر تعبيرًا سالبا تجاه هذه المجهودات التي قامت بها القوى المدنية “تقدم” في إطار جلوسهم مع قائد قوات الدعم السريع لغرض بحث سبل إنهاء الحرب ومعاناة الشعب السوداني وهذه تعتبر خطوة إيجابية وقد تكون أيضا هنالك خطى في نفس الاتجاه وغيرها من أبناء الشعب السوداني الذين يريدون إنهاء معاناة الشعب السوداني وإحلال السلام وأنا أقول لهم سيروا في هذا الدرب ولا تلتفتوا لأصوات الحركة الإسلامية التي تنادي باستمرارية الحرب.
* هل ما يزال الدعم السريع عند موقفه الإيجابي بالاستجابة لمبادرة لقاء قائدها مع قائد الجيش في جيبوتي؟
– منذ أن قامت الحرب كان موقفنا واضح، لم نصدر أي تصريح يدعو للحرب، لأن هذه الحرب ليست لدينا منها مصلحة ولسنا نحن من أشعلها، بل فرضت علينا والآن نحن ندافع عن أنفسنا وعن الشعب السوداني وعن سلطة الشعب السوداني وعن ثورة ديسمبر المجيدة، ونحن في قوات الدعم السريع ملتزمون بمخرجات قمة “ايقاد” القاضية بلقاء قائد قوات الدعم السريع وقائد الجيش البرهان، التزامنا دون شروط لأننا نريد حلول تنهي معاناة الشعب السوداني وكل المساعي التي ترفع المعاناة عن شعبنا نحن ننخرط فيها دون تردد وموقفنا واضح فيما يتعلق بعملية السلام ودعم السلام وما زلنا على موقفنا وما زال قائد قوات الدعم السريع خارج البلاد لغرض لقائه مع البرهان.
[صدرت توجيهات بمحاكمات ميدانية لأي تجاوزات وغرقة الطوارئ تعاملت مع (47) الف بلاغ]
وفي المقابل أيضا بقدر ما أننا نسعى للسلام فنحن جاهزون للحرب ومستعدون أن ننفتح في بقية الولايات لحسم هذه الحرب في القريب العاجل ونحن نسمع كثير من تصريحات تلك الأصوات التي تنادي بحسم قوات الدعم السريع عاجلا وفي أيام قليلة ولكن نقول لهم لدينا مثل شهير يقول: “البتقولو بتعرفو والبقولوا ليك ما بتعرفو”، ولكن نحن بقدر ما أننا جاهزون للسلام، جاهزون للحرب، عتاد ورجال والشعب السوداني معانا.
* هل أنتم متفائلون بقرب تحقيق السلام؟
– نحن دائما نعمل بقول تفاءلوا خيرًا تجدوه ونحن في قوات الدعم السريع نعمل بشعار إن جنحوا للسلم فاجنح لها، وقيمنا وتربيتنا العرفية والدينية والأخلاقية لا تسمح بأن نساعد في استمرارية هذه الحرب وبالتالي أي خط للسلام نحن ندعمه ومتفائلين بالخير وبين غمضة عين يمكن أن يغير الله من الحال لحال، ونحن نتوقع أن يحدث سلام والأمور ترجع لطبيعتها والشعب السوداني يتعافى وكما ذكرنا نحن نطمع في السلام وأيضا جاهزين للحرب، فإن جنحوا للسلم، فنحن أهل لذلك وإن دعوا للحرب نحن أيضا أهل لذلك.
* كلمة أخيرة أو رسالة؟
– لو كان لدي من رسالة، أولا نسأل الله أن يعم الأمن والأمان بلادنا في القريب العاجل والشعب السوداني شعب طيب جدًا لا يستاهل ما حدث له، ولكنه ابتلاء عظيم من الله سبحانه وتعالى، “فرض عليكم القتال وهو كره لكم”، والابتلاءات معروفة منذ زمن الأنبياء الذين تعرضوا لابتلاءات، كذلك الأمم تعرضت لابتلاءات، والغمة سوف تنكشف في القريب العاجل ورسالتي للشعب السوداني يجب أن يعي الدرس ويفهم حجم هذه المؤامرة التي دبرتها قيادات الحركة الإسلامية والنظام البائد بغرض أن يعودوا إلى السلطة، والشعب السوداني هو من دفع الثمن فيجب علينا في هذه المرحلة أن نتجرد من انتماءاتنا السياسية وأن نضع مصلحة الوطن أمام مصالحنا الشخصية وانتماءاتنا الحزبية بغرض تحقيق أهدافنا المتمثلة في انتماءاتنا السياسية، فلابد للشعب السوداني أن يتوحد ويضع مصلحة الوطن كأولوية ويدعم قوات الدعم السريع بغرض التوصل لحل شامل لأنهاء الأزمة السودانية التي ظللنا نعيشها منذ استقلال السودان، والشعب السوداني يعاني منذ استقلاله ولكن السودان حتى الآن مستعمر لم ينال استقلاله الحقيقي بعد، والمستعمر سلمنا لنوابه ولم يسلمنا لوطنيين ونفس خطط المستعمر التي كانت تتم في إطار فرق تسد من خلال خلق المشاكل والحروب الأهلية وانشغال بعض أبناء الأقاليم بالمشاكل والحروب والفقر والسلطة، هذه من السياسات التي كان يمارسها المستعمر، ونوابه الآن طبقوها بالحرف وأضافوا عليها أكثر وفي تقديري أن السودان لا زال تحت قبضة الاستعمار وللأسف الشديد إنه استعمار يتم من الداخل وندعو الشعب السوداني للالتفاف حول قوات الدعم السريع بغرض تحرير السودان من نواب المستعمر من أجل سودان موحد، سودان يسع الجميع، سودان يمثلنا جميعا دون تميز ودون مناطقية ودون قبائل أو جغرافيا محددة أو إقليم محدد ويبقى السوداني سوداني إن كان في الشمال أو الجنوب أو الغرب أو الشرق أو في الوسط هو سوداني، وما ينطبق على المواطن في الشمال ينطبق على من هو في الجنوب والشرق والغرب، ونسال الله أن يشفي كل الجراحات ويعم السلام في كل السودان .