حاورته: فدوى خزرجي – تطل علينا اليوم الذكرى السادسة لثورة ديسمبر المجيدة، ومعها يظل جرح الوطن ينزف، وتبقى ذاكرة التضحيات حية في كل زاوية من أرض السودان. ففي مثل هذا اليوم، اجتمع الثوار في السادس من أبريل حول محيط القيادة العامة للجيش، مستلهمين ذكرى انتفاضة 1985م، ليكتبوا فصلاً جديداً من النضال والأمل، فانتصر حلم الشعب في الحرية والعدالة والكرامة، وسقط الطغاة تحت ضربات الثوار، منهاراً نظامهم البائد وسط صرخات الأمل التي ملأت السماء، لكن الطريق لم يكن مفروشاً بالورد، ولم يكن ذلك الانتصار نهاية المعركة، بل كان بداية لرحلة جديدة مليئة بالدماء والدمار. ومع تصاعد عجلات الثورة المضادة، راح القتل والوحشية يحصد أرواح الأبرياء بلا رحمة، بينما استمرت لجان المقاومة، حراس الثورة الأوفياء، في السعي وراء العدالة لشهدائهم، ورفعوا راية الدفاع عن حلمهم في غدٍ أفضل.
اليوم، وبعد سنوات من المعاناة، لا يزال صمود لجان المقاومة مستمراً رغم فقدان العديد من الأرواح الزكية، ومع استمرار النزيف الذي يكتوي به الوطن، تتصاعد الأسئلة: أين تقف ثورة ديسمبر اليوم؟ هل لا تزال قادرة على إيقاف الحرب التي تعصف بالوطن؟ وهل ستظل قادرة على تحقيق العدالة لشهدائها وضحايا الحرب؟ في ظل هذا الواقع الحزين، يبقى السؤال الأكثر إلحاحاً: هل ما زال لدينا يقين بأن الثورة لم تمت بعد؟ وهل ستستمر لجان المقاومة في مسيرة مقاومتها مهما كانت التضحيات، من أجل غدٍ أفضل وأرضٍ خالية من الظلم؟.
لإلقاء الضوء على هذه الأسئلة وغيرها، أجرينا حواراً مع عضو اللجنة التنظيمية لتنسيقية لجان مقاومة الخرطوم شمال، عبدالمنعم القاش، فإلى مضابط الحوار:
*مبادرة انتزاع الشرعية المدنية هي في الأصل طرح من لجان المقاومة منذ بداية الحرب
‘المقاومة شاركت في عدة مبادرات لوقف الحرب والتخفيف من آثارها
* نؤكد أن المقاومة كيان مستقل وغير مرتبط بالأحزاب السياسية
* الانتهاكات ضد المرأة تعد عملاً ممنهجاً يهدف إلى تدمير أساس المجتمع وإضعافه
*نتمسك بأن يتم إعلان الشرعية المدنية، لكي تتوقف الحرب
*بكل تأكيد إن الثورة ستنطلق مرة أخرى في طريقها لهدفها النهائي
*اليوم، 19 ديسمبر، ذكرى ثورة ديسمبر، لماذا لم نرَ أي فعالية لإحيائها، على الأقل في المناطق الآمنة؟
– بداية، نترحم على شهداء الثورة وضحايا الحرب اللعينة، لهم الرحمة جميعاً. وبالعودة للإجابة على السؤال، من غير المعقول أن نرى إحياء لذكرى الثورة داخل السودان، إذ لم يعد فيه مكان آمن لأي شخص شارك أو نادي بالثورة أو لم يشارك، وأبرر ذلك بأن الجميع شاهد في الذكرى الخامسة التي كانت في السنة الأولى لها بعد حرب 15 أبريل 2023م، كيف استغل طرفا الحرب وغياب الأمن لترصد قوى المقاومة والطوارئ بشتى أشكالها، بهدف القضاء عليهم بطرق عدة (انتهاكات، اعتقالات، تعذيب، وتهم مختلقة وملفقة بالتعاون مع أحد طرفي الحرب)، بل وصل الأمر في بعض المناطق إلى التصفيات الفورية، وأنا أجزم بأن كل تلك الانتهاكات تصب في محاولات تصفية الثورة، والدليل على ذلك هو أن الكثير من الناشطين وأفراد لجان المقاومة لا يزالون يقبعون في السجون والمعتقلات أو في عداد المفقودين.
*نلاحظ ظهور جديد لبعض الإعلام الداخلي باسم الثورة، وينادون بإحياء ذكراها.. ما تعليقك على ذلك؟
– ما نراه هو تدليس من بعض الأبواق الإعلامية للنظام العميق باسم الثورة وإحيائها، هذا ليس إلا محاولة للمزيد من تغبيش الرؤية وخلط الأوراق، يقوم بها منسوبو الفريقين المتقاتلين، يستغلون غياب الثوار في الشارع، لكن في المقابل، تكشف قوى المقاومة في الخارج مخططاتهم وتقوم بإحياء ذكرى الثورة في العديد من بلدان العالم الحر، فاضحة تلك المحاولات ، مما يضيع عليهم الفرص.
وهذا هو الوعي الذي عهدناه من قوى المقاومة على مدار سنوات الثورة. ولكننا نقول، وبإذن الله وتوفيقه، سيحيي السودانيون الذكرى السابعة لثورة ديسمبر المجيدة في ربوع بلادهم آمنين.
*نشهد انتهاكات في عدد من الولايات (الخرطوم، الجزيرة، إقليم دارفور) فاقت كل الأماكن الأخرى. هل تلك الانتهاكات مرتبطة بالدور الكبير الذي قامت به تلك المناطق في الثورة؟
– عند العودة إلى ممارسات كلا المتحاربين خلال الست سنوات الماضية من ارتكاب الجرائم والانتهاكات بحق قوى الثورة على نهج (يا نحكمكم يا نقتلكم، الذي يتبناه النظام الإرهابي الأم للفريقين المتحاربين)، نجد هناك صلة واقعية بين اتجاه وتركيز هذه الحرب وما يصاحبها من انتهاكات في تلك الولايات، بحيث تعد هذه الولايات الأكثر سكاناً والأغنى بالموارد والأكثر ثقافة وتوقاً للحرية، والأكثر مقاومة للحكم العسكري عبر تاريخ السودان الحديث، وأي دكتاتور جديد قادم لحكم البلاد لا بد له من قهرها تمامًا، كما في عقيدة طرفي القتال المجرمين أن تلك الولايات توفر المغنم للعصابات التي يعتمد عليها الطرفان في الحرب، وعليه، يستعر فيها الاقتتال وتعج بالانتهاكات الجسيمة.
*ذلك السؤال يقودنا إلى الانتهاكات التي ترتكبها أطراف النزاع في حق المرأة. هل ما حدث ويحدث لها من انتهاكات باعتبارها صوت الثورة هو محاولة لإسكات هذا الصوت؟
– نعم، هو كذلك. ما حدث لها ويحدث الآن من انتهاكات أعتبره عملاً ممنهجاً لكسر أساس هذا المجتمع وإضعافه بأكبر قدر ممكن، تنفيذاً لعبارة “إذا أردت أن تهدم أمة فاستهدف نساءها”، بحيث تسهل السيطرة عليها ويضمنون سقوط دعامته الأساسية، وهذه الأسلوب تمرس فيه طرفا الاقتتال المجرمان عبر حروب سودانية عديدة ومازالوا يمارسونه، ولكن هيهات لهم أن ينجحوا في ما فشلوا فيه أعواماً عديدة، ورغم فداحة الانتهاكات ووحشيتها والأعداد الكبيرة من النساء المتضررات، لا تزال المرأة السودانية صامدة أكبر من كل قهر وظلم، وستظل دائمًا هي أساس المجتمع ومربية الأجيال، وهي بلا شك كانت وستبقى القوة الدافعة لثورة ديسمبر المجيدة، والمشاركة الصلبة في كل تغيير حميد. هي الأم الشامخة والأخت (الكنداكة) والرفيقة الصنديدة، وهي صانعة المستقبل، ويكفيها شرفاً لمن لا يعلم أنها المنتج الأول في السودان.
*هل صحيح أن المقاومة هي أول من طرح إعلان الشرعية المدنية كطريق لوقف الحرب؟ تحدث لنا عن ذلك، وما هي رؤيتها؟
– نعم، صحيح، فإذا كان شهداء فض الاعتصامات قد وضعوا لنا معيار نجاح الثورة (إسقاط النظام ومحاكمته والقصاص للشهداء) باستكمال الثورة وإسقاط اللجنة الأمنية للبشير، وتشكيل حكومة مدنية ديمقراطية، فقد أكد شهداء الانقلاب ذلك وزادوا عليه بأنه لا يجب أن نترك الشرعية المدنية التي ماتوا في مواكبها (التي استمرت منذ 30 سبتمبر 2021 وحتى قبل الحرب بأيام). لذا، فإن إعلان الشرعية المدنية مستحقاً دستورياً منذ 17 نوفمبر 2021م، دفع ثمنه الغالي أرواح طاهرة وشباباً غضاً، حيث راح ضحية شهداء الانقلاب من لجان المقاومة (125 شهيدًا و8500 جريح ومصاب)، لذلك، يجب أن تنتزع وتعود للمدنيين أياً كانوا، كما أننا نرى هي ليست مجمدة، بل يستخدمها طرفا الحرب وداعموهم لتمويل وضمان الإمدادات خلال الحرب، لذلك نتمسك بأن يتم إعلان الشرعية المدنية، لكي تتوقف الحرب، لأن الحرب لن تتوقف إلا عند توقف الإمداد بالمال والسلاح والرجال، وأقول: “شهداؤنا ما ماتوا، عايشين مع الثوار”.
*ماذا يعني حديثكم بأن الحرب محطة من محطات الثورة؟
– ما نقصده بالمحطات هي وقائع ويوميات الأحداث الكبيرة التي تقاطع الحراك والفعاليات الثورية وتؤخر مسيرة المطالبة بالحكم المدني الديمقراطي، مثل فض اعتصام القيادة العامة أو الاعتصامات في 3 يونيو 2019م، الذي كان انقلاب البرهان الأول على مطالب الثورة، ثم الانقلاب العسكري في 25 أكتوبر 2021م، وانتهاءً بالحرب في 15 أبريل 2023م. كل الوقائع تعتبر كلها محطات تقاطعية صنعتها قوة الحراك وسيطرتها على المبادرة، مما ضيق الخناق على سلطة اللجنة الأمنية للبشير ونظام المؤتمر الوطني المحلول الذي دائماً ما يرد بعنف دموي وحشي.
فهو لا يخفى على أحد بأنه نظام يؤمن بالقتل ويحترفه كوسيلة للبقاء، وهذه هي عقيدته التي قتل بها مئات الآلاف من أبناء شعبنا منذ قيامه في 1989 ومازال. وأقول : صحيح أن قطار الثورة يتوقف عند تلك المحطات، لكنه اعتاد أن يستأنف المسير مدركًا لما يحدث بسرعة كبيرة (فالقتل هو القتل نفسه والانتهاكات هي نفسها)، وسرعة الإدراك هذه والقدرة على كشف الخديعة والواجهة المدنية المريبة التي تصاحب هذه الأحداث هي ما يمكن هذا القطار دائماً من أن يعيد ترتيب عرباته ويحدد وجهته مستعيدًا المبادرة.
وبكل تأكيد إن الثورة ستنطلق مرة أخرى في طريقها لهدفها النهائي، وهي أعجم عوداً وأقوى شكيمة، والدليل لقد رأينا ذلك يتكرر بعد كل محطة من تلك المحطات، مما يثبت أن هذه الثورة لن تتوقف إلا في محطة إسقاط اللجنة الأمنية للبشير وكامل النظام البائد ومحاكمته، وقد حددت المقاومة ذلك كمعيار نجاح الثورة منذ فض اعتصام القيادة، وازيد على ذلك بهتاف يردده الثوار دائماً عند انطلاقة كل موكب (والمات ضمير خائن.. حالفين نجيب التار).
*لكن كيف ترى المقاومة أن الأولوية في زمن الثورة تكون للعمل الثوري الذي هو عملية تغيير المشهد (مشهد الحرب)؟
– لا يمكننا التغيير إلا بالعمل الذي نتيجته امتلاك المبادرة التي تبدأ بوقف الحرب عبر الضغط والحصار الخارجي، الذي تشارك فيه كل قوى الشعب الرافضة للحرب (الطبقة المتوسطة صانعة التغيير معظمها خارج البلاد)، وهي قوى كبيرة ومنتشرة، والخطوة الثانية تتمثل في إعلان دستوري مدني من داخل منصة الأمم المتحدة في شكل اعتراف بحكومة مدنية للسودان (نزع الشرعية)، من خلال ذلك ستتحرك تلك القوى الهائلة التي تريد وقف الحرب والعودة إلى بلادها، وهي الكتلة الحرجة للتغيير، ضاغطة لوقف إمدادات الحرب، وبذلك، سيجبر الطرفان على وقف الحرب، هذه هي مفردات العملية الثورية المدروسة، كيفاً وكماً، باختصار.
هكذا سيضمن الشعب جملة مكاسب، أهمها إيقاف الحرب، الوحدة الوطنية، حماية الشعب والبلاد، واستكمال الثورة وسط هذا الكم اللامحدود من الانتهاكات.
*هل تلك الخطوة ستجد النجاح أم ستعقد المشهد؟
– حتى نضمن نجاح هذا الأمر، يبقى مرهونًا أولًا بأن لا تتكون حكومة مناطقية داخل السودان بل حكومة منفى لتجنب تعقيد المشهد وتأخير الاعتراف بها.
ثانيًا، يجب أن يتم ذلك بتفاهمات مرنة وصادقة بين قوى الثورة وكياناتها المختلفة، خصوصاً بين لجان المقاومة (الشعبية) والكيانات الحزبية (النخب)، التي يجب أن تعترف وتحترم شعبية اللجان وثقة الناس فيها، وأن تتوقف عن وضع العصي في الدواليب وهو امر دارج كلما أمكنها ذلك. فلا أحد يستفيد من ذلك غير قوى النظام البائد.
*ما هي الصلة اليوم بين لجان المقاومة والكيانات الحزبية؟
– للإجابة على هذا السؤال يجب أن نوضح أن المقاومة لا تتخذ مواقف متطرفة من أي قوى مدنية أخرى تختلف معها في الرؤى، و دائماً لا تجنح لتصعيد الخلافات في الفضاء المدني.
لكن نؤكد أن المقاومة كيان قائم بذاته وواضح أن معظمه غير مرتبط بالأحزاب (بل بأحيائه ومناطقه وجيله)، وتلك هي الصلة الحقيقية بين الاثنين التي يسأل عنها كثير من الناس يجب على الكيانات الحزبية أن تعترف بأن هذا الكيان يعمل أفضل منها بحكم انتشاره الواسع الذي يبلغ عدد لجانه (5420 لجنة على امتداد البلاد) وشعبيته وصغر جيله وعصريته وقربه من طوارئ الثورة. ولديه القدرة والمرونة على التصدي للمستجدات في إصرار بطولي على نجاح مسيرته من أجل سودان جديد، وطن حر مدني وديمقراطي.
*ما هي مبادرات المقاومة لوقف إطلاق النار أو الحرب؟
– شاركت المقاومة في العديد من مبادرات وقف الحرب ودرء آثارها، منها ما هو إعلامي ومنها ما هو خدمي اجتماعي للنازحين واللاجئين والعالقين في مناطق النزاع، والمصابين والمرضى. كما أنها تعمل وبانتظام مع القوى الأخرى في الفضاء المدني لمحاربة الانتهاكات من أطراف الاقتتال، ودائماً تسعى للوصول لتفاهمات يمكن أن تؤدي لحلحلة التعقيدات الناجمة عن ذلك، والتي تطيل أمد الحرب، لكن تبقى أكبر مبادرة للمقاومة هي عودة العسكر إلى الثكنات و الجنجويد ينحل وهي تعمل عليها منذ أن شنت عليها قوى النظام البائد حربها الضروس، قبل أن تمتد تلك الحرب لتشمل بقية مكونات المجتمع كافة.
أضيف إلى ذلك، مبادرة انتزاع الشرعية المدنية التي نسمع عنها في الأسافير، هي بالأصل طرح من لجان المقاومة منذ بداية الحرب، وتحتاج كشرط أساسي لنجاحها إلى توقيت جيد وشكل جديد من الوحدة الوطنية التي لا تتقيد بحدود جغرافية، ويعترف فيه لكل ذي حق بحقه، تنبذ العنصرية والجهوية، وتتبنى خطأ وطنياً حقيقياً يستبعد الانتهازيين ويصنع معادلة تستوعب العلاقة المضطربة بين النخبوية والشعبوية، وتحولها لأداة قوة بدلاً من أن تكون عائقاً ينهك قوى الثورة، فتضيع الفرصة كما في السابق.
*من ضمن هتافات الثورة: “يا عنصري ومغرور، كل البلد دارفور.” لماذا لم تستخدم المقاومة منصاتها الإعلامية لمحاربة خطاب الكراهية الذي ينتشر بكثافة في هذه الحرب؟
– هذا ليس صحيحاً، فلجان المقاومة في كل السودان، وبحكم تركيبتها التي تضم مختلف الإثنيات وتمثل وحدة وطنية راقية، قد رسخت محاربة العنصرية وخطاب الكراهية كتمرين أساسي منذ بدايات الثورة وحتى الآن.
وقد رأينا الكثير والمستمر من الندوات والكتابات والنشاط الإسفيري الذي أقامته المقاومة قبل وبعد بداية الحرب لتقوية النسيج الاجتماعي، الأمر الذي مثل رصيداً قيماً في مواجهة تحول الحرب لحرب أهلية عنصرية.
*عندما نسمع “لا للحرب”، يذهب التفكير إلى قوى الحرية والتغيير، لماذا؟
– هذا يحدث بسبب الدعاية الإعلامية المضللة من قبل القوى المتقاتلة في النظام البائد، فهي تريد أن تظهر للشعب أنها بريئة من جريمة الحرب، وأن من ينادي “لا للحرب” هو ضد كرامة السودانيين وأمنهم، وهو خائن، وتريد أن تلصق هذه التهمة بالقوى المدنية من قوى الثورة، لكن في الواقع، جميع القوى المدنية رفضت الحرب (أياً كانت مسبباتها) ونادت بوقفها، ودعت لذلك جميع القوى: الجذريون، التقدميون، الشعبويون، وكلهم يعملون بجد لوقف الحرب واستعادة المبادرة نحو دولة مدنية، رغم اختلاف رؤاهم، كلهم أنشأوا وافتتحوا مبادرات عديدة تسعى لوقف الحرب عبر بناء جبهة وطنية تتولى ذلك. والشاهد أن تلك المواقف المتسقة والمتوافقة شكلت رأيًاً عاماً موحداً لدى معظم المواطنين بوجوب وقف الحرب، وهو أمر سيفشل جهود النظام السابق للعودة من خلال اطروحات ما سماه الاستنفار والمقاومة الشعبية.