الكومة – قصفت طائرة مسيرة تابعة للقوات المسلحة السودانية، مساء أمس، قافلة مساعدات إنسانية تابعة لبرنامج الغذاء العالمي بمنطقة الكومة بولاية شمال دارفور كانت في طريقها لمدينة الفاشر.
وكانت قوات الدعم السريع قد احتجزت عدد 20 عربة إغاثية محملة بالمساعدات الإنسانية تابعة للأمم المتحدة ومنعت وصولها لمدينة الفاشر، قبل قصفها من قبل الجيش.
وفي الأثناء أدانت الوكالة السودانية (للإغاثة والعمليات الإنسانية) (سارهو) استمرار الاستهداف الممنهج للقوافل الإنسانية في السودان مشيرة للهجوم الذي تعرّضت له القافلة مساء أمس في منطقة «الكومة».
وقالت الوكالة في بيان اطلعت عليه (سودانس بوست) إن الهجوم نفذته طائرة عسكرية تابعة للقوات المسلحة السودانية مما أسفر حسب الاحصائيات الأولية عن استشهاد 5 موظفين من برنامج الغذاء العالمي وإصابة 4 وتدمير 9 مركبات إنسانية.
واعتبرت الوكالة هذا الاعتداء امتدادًا لانتهاكات جسيمة وممنهجة تستهدف بشكل مباشر العاملين في المجال الإنساني ووسائل إيصال المساعدات.
واصفة الاستهداف بالخرق السافر لأحكام القانون الدولي الإنساني ومبادئ الحياد والاستقلال وعدم التحيّز التي يقوم عليها العمل الإنساني.
وأعربت الوكالة عن صدمتها البالغة إزاء تكرار هذه الهجمات في ظل صمت مقلق، محذرة في الوقت نفسه من أن استمرار استهداف القوافل والفرق الإغاثية سيؤدي إلى مزيد من تدهور الأوضاع الإنسانية ويُعرّض ملايين المحتاجين لخطر المجاعة والمرض والعزلة القسرية عن الخدمات الأساسية.
وحمّلت سلطات الأمر الواقع في بورتسودان وعلى رأسها القوات المسلحة السودانية المسؤولية القانونية والأخلاقية الكاملة عن هذا الهجوم وعن السياسات الإجرامية المستمرة التي تشمل استهداف المساعدات الإنسانية ومنع أو عرقلة وصولها إلى المحتاجين.
وأعد البيان الاستهداف والممارسات المماثلة جرائم ترقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية، مطالبة الوكالة بفتح تحقيق دولي عاجل وشفاف في هذا الحادث ومحاسبة جميع المتورطين في هذا الفعل الذي وصفته بالجبان.
وشدد البيان على ضمان الحماية الكاملة للقوافل والمؤسسات والعاملين في المجال الإنساني والالتزام الصارم بالقانون الدولي الإنساني وكافة المواثيق والاتفاقيات ذات الصلة.
وأعربت عن تضامنها العميق مع أسر الضحايا وزملائهم في الميدان، مجددة التزامها الراسخ بمواصلة العمل الإنساني رغم كل المخاطر انطلاقًا من واجبها الأخلاقي ومسؤوليتها تجاه المجتمعات المتضررة.
وقالت إن حماية العمل الإنساني لم تعد ترفًا بل ضرورة وجودية وإن الصمت على هذه الانتهاكات يُعد تواطؤًا غير مباشر مع الجريمة
داعية كافة الجهات الدولية والإقليمية والمحلية الشريكة والراعية للعمل الإنساني إلى اتخاذ موقف واضح حاسم، وعلني يرفض عسكرة المساعدات ويصون كرامة الإنسان وحقه في الحياة.