أطياف.. صباح محمد الحسن
وحده الفريق عبد الفتاح البرهان قائد الجيش الذي يحاول رفع الستر والغطاء عن حجم ما تعاني منه المؤسسة العسكرية من عِلات ومن قصور في أرض المعركة، وهو أول من تسبب في ذلك وأول من لا يستحي في أن يخبر العالم كله بضعفه وجريمته التاريخية التي ارتكبها في حق هذه المؤسسة العريقة والعظيمة.
وخاطب البرهان القمة السعودية الإفريقية بخطاب ضعيف وطفق يشكو من حالة التنمر التي تمارسها عليه قوات الدعم السريع ويلقي باللوم على الدول التي تدعمها وتساوي بينها والجيش!!
الدول التي تعلمت خاصية هذه المساواة منه شخصيا فهو أول من أخبر العالم أن قوات الدعم السريع ليست ميليشيا وهي قوات نظامية جزء لا يتجزأ من المؤسسة العسكرية بالقانون، والآن وبهذا السبب فعلت بهم وبالشعب ما عجز عن حسمه البرهان وهارون وكرتي (الثالوث) الذي سعى في الأرض فسادا ودمارا وحرقا وسفكا للدماء، إذًا ماذا تفعل السعودية وغيرها من الدول سوى أن تحثه وتحدثه عن ضرورة السلام حتى تخرجه من ورطته.
ليؤكد له سمو الأمير محمد بن سلمان أن جهود المملكة تَصب في التوصل الى السلام كإلتزام ومسؤولية تجاه السودان، مؤكدا أن هذه الجهود ستستمر حتى تؤتي ثمارها، وقطع بأن تقسيم السودان أو تفتيته هو خط أحمر بالنسبة للسعودية.
وما قاله بن سلمان هو ما كان يجب أن يقوله البرهان على منصة القمة، فمهما فعل الدعم السريع كان يجب أن يقف البرهان أمس بإستقامة أكبر فالبطولات أحيانا لا تتحقق بالنصر ولكن بالشجاعة والثبات حتى لحظة الموت.
و مخطيء من يظن أن المملكة العربية السعودية أرادت بدعوتها للبرهان حضور القمة السعودية لتمنحه دعما سياسيا فالمملكة هي أحد أطراف الحل للأزمة السودانية الممسكة بورقة ابعاد البرهان من المشهد السياسي، بل ابعاد المؤسسة العسكرية برمتها، إذًا الدعم السياسي للبرهان ليس سبب دعوة البرهان وحتى فيما يتعلق بالحرب الدائرة فالمملكة وجهت له رسالة قبل وصوله أراضيها بيوم وقالت في توصيات جولة التفاوض الأولى لا يوجد أي حل عسكري مقبول لهذا الصراع.
إذًا لماذا قدمت السعودية الدعوة للبرهان للمشاركة التي خصمت من رصيد المؤسسة العسكرية وليس منه لأنه بلا رصيد.
فما تريد السعودية قوله للبرهان على هامش القمة أهم من مشاركته في القمة، سيما أن البرهان ظل هاربا من مواجهة القيادة السعودية، فهو الذي زار كل الدول عدا المملكة، لذلك قالت السعودية ما تريده في جلسة مغلقه بينه وسمو الأمير، خرج منه القليل للإعلام وما تبقى منه سيظهر بعد عودة البرهان إلى السودان لأن بعض الأقوال تترجمها الأفعال.
طيف أخير:
#لا_للحرب
في بريد البرهان رسالة تنصحه بعدم العودة للسودان؟
فهل يستجيب القائد !!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقلًا عن صحيفة الجريدة السودانية