سنار – قُتل ما لا يقل عن 16 مدنياً وأصيب 26 آخرون، أمس الجمعة، في هجوم شنته قوات الدعم السريع شبه العسكرية على ثلاث قرى بولاية الجزيرة، وفق إفادات سكان محليون.
وتثير مثل هذه الهجمات مخاوف جديدة بشأن أعمال العنف المستمرة التي تُعاني منها مناطق وسط السودان.
اندلع الهجوم عقب صلاة الجمعة بقرية «عسير» الواقعة على بعد 26 كيلومتراً جنوب غرب عاصمة الجزيرة ود مدني، وتسيطر قوات الدعم السريع على «ود مدني» منذ ديسمبر 2023م، وتسيطر على معظم المناطق المحيطة بها.
ورسم سكان «عسير»، الذين ما زالوا يعانون من وقع الهجوم المفاجئ، مشهداً وحشياً قاتمًا، وفق حديثهم للصحيفة.
وقال أحمد عبد الله، أحد السكان المصابين والذي تحدث لـ«سودانس بوست» من المناقل، أقرب مدينة رئيسية تٌعرف بوجود قوات مسلحة سودانية بها، قال “لقد أتوا بملابس مدنية”، تقع المناقل على بعد حوالي 37 كيلومتراً غرب «عسير»، مما يسلط الضوء على المسافة بين القرى المستهدفة وأي انتشار كبير لقوات مسلحة سودانية.
وتابع عبد الله: “لم يكن هناك موقع للجيش لتبرير الهجوم، لقد نهبوا وقتلوا قبل أن يغادروا إلى قرية «المناظر»، حيث واصلوا أعمال العنف”.
وأفاد عبد الله عن مقتل ثمانية وإصابة 15 شخصاً في «عسير»، كما قُتل خمسة مدنيين في المناظر وثلاثة في قرية «القْبْشان» الواقعة على بعد حوالي 89 كيلومتراً شمال ود مدني، وأصيب ستة من السكان في «القْبْشان»، ليصل إجمالي عدد المصابين إلى 26.
وأضاف عبد الله “سمعنا أن ثلاثة قتلوا في القْبْشان، هذا ما علمناه من أصدقاء لنا هناك”.
وتعتبر هذه الحادثة الأحدث في سلسلة هجمات قوات الدعم السريع على قرى بولاية الجزيرة، وفي وقت سابق من هذا الشهر، أسفر هجوم على قرية ود النورة عن مقتل ما يقرب من 140 شخصًا.
وأسفرت هجمات لاحقة على قرى مثل الشيخ الأمين والهدى الأسبوع الماضي عن مقتل العشرات من المدنيين، واستعادت القوات المسلحة السودانية السيطرة على الهدى لاحقاً.
يعكس العنف الأخير في الجزيرة هشاشة الوضع الأمني في وسط السودان، ومع وجود أقرب للقوات المسلحة السودانية على مسافة كبيرة من القرى المستهدفة، يشعر السكان المحليون بأنهم معرضون بشكل متزايد لإجراءات قوات الدعم السريع.
وهناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمنع وقوع المزيد من الضحايا المدنيين وتهدئة التوترات في المنطقة، وبقية مناطق النزاع الملتهبة في أصقاع السودان المختلفة.