الفاشر – أعلن الجيش السوداني مساء السبت أنه صدّ هجوماً كبيراً شنته قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور. وأفادت تقارير محلية بارتفاع ملحوظ في عدد الضحايا بعد الهجوم الذي بدأ عند الفجر.
وجاء الهجوم بعد يومين فقط من قصف لقوات الدعم السريع أسفر عن سقوط ضحايا مدنيين. وأكد الجيش السوداني وحلفاؤه تحقيقهم نصراً، مشيرين إلى تكبيد قوات الدعم السريع خسائر فادحة.
وقال المتحدث باسم الجيش السوداني العميد نبيّل عبد الله في بيان نشرته “سودان بوست”: “بفضل الله، تمكنت قواتنا اليوم من سحق هجوم كبير لميليشيا البرهان الإرهابية على مدينة الفاشر، مكبدة إياهم خسائر كبيرة”.
وصف شهود عيان لـ”سودان بوست” اشتباكات عنيفة بين الجيش والفصائل الموالية له من جهة، وقوات الدعم السريع من جهة أخرى. وقال أحد السكان المحليين إن “حدة المواجهات وإطلاق النار العشوائي أدت إلى مقتل وإصابة عدد من المدنيين”، واصفاً التصعيد بأنه “الأعنف منذ اندلاع الحرب في المدينة”.
وأفادت مصادر من قوات الدعم السريع أن الهجوم، الذي شاركت فيه قوات من غرب ووسط وشرق دارفور، كان بقيادة نائب قائد القوات، عبد الرحيم دقلو، شقيق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، والقائد الميداني حسين برشم.
وقال مصدر من قوات الدعم السريع: “قاد هذا الهجوم كبار قادة قوات الدعم السريع، منهم الفريق أول عبد الرحيم دقلو واللواء حسين برشم”، مضيفاً أن “فشل الاستيلاء على المدينة يعود إلى عدم احترام المقاتلين للأوامر وبدء الهجوم قبل ساعة الصفر”.
واتهمت حركة تحرير السودان، بقيادة حاكم دارفور مني مناوي، قوات الدعم السريع بشن هجوم واسع النطاق على الفاشر. وأكدت الحركة أن قواتها تمكنت من صد الهجوم، مكبدة قوات الدعم السريع خسائر فادحة.
وقالت الحركة في بيان: “حاولت ميليشيا قوات الدعم السريع الإرهابية اجتياح مدينة الفاشر من جميع الاتجاهات: الشمال، الشرق، الغرب، والجنوب. وبعد أن حشدت آلاف المرتزقة من الدول المجاورة خلال الأشهر الماضية وتلقت شحنات من الأسلحة المتقدمة من راعيها الإقليمي، شنت الميليشيا هجومها في الساعة 6 صباحاً بقصف مدفعي كثيف تلاه دفع بري”.
وأضاف البيان: “اشتبكت قواتنا المشتركة، بما في ذلك الجيش السوداني وقوات الدفاع الشعبي، في معركة بطولية لصد هؤلاء الخارجين عن القانون. واستمرت المعارك على جميع الجبهات الأربع لأكثر من ست ساعات، حيث تمكنت قواتنا من إلحاق هزيمة ساحقة بمرتزقة الدقلو، وقتل المئات منهم وتشتيت قواتهم المهاجمة. ولاذت فلول المرتزقة بالفرار من المدينة، وتواصل قواتنا حالياً مطاردتهم وتمشيط أطراف المدينة للقضاء على أي متسللين متبقين”.
واتهم البيان قوات الدعم السريع باللجوء إلى القصف المدفعي العشوائي على المناطق المدنية بعد فشل الهجوم البري، مشيراً إلى استهدافهم مخيمات النزوح والمنشآت الطبية. وختم البيان بتأكيد عزيمة الحكومة على الدفاع عن الفاشر وهزيمة قوات الدعم السريع في نهاية المطاف.
وفي أديس أبابا، إثيوبيا، بدأت السبت الجولة الأولى من المحادثات بين الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) والقوى السياسية المدنية السودانية. تهدف المحادثات إلى إيجاد حل سوداني لإنهاء الحرب وبناء السلام.
وقال خالد عمر، نائب رئيس حزب المؤتمر السوداني وعضو بارز في تنسيق القوى الديمقراطية المدنية (تقدم): “بدأت المحادثات رسمياً صباح السبت. نسعى للوصول إلى حوار سياسي سوداني لإنهاء الحرب وبناء سلام مستدام في بلادنا”.
وأعرب السياسي السوداني عن أمله في أن تؤدي المحادثات إلى “وقف الأعمال العدائية، وفتح قنوات المساعدات الإنسانية، وترتيبات جدية لحماية المدنيين”.