ضوء القمر
عبد العليم مخاوي … يكتب
بحر أبيض.. أمن يا جن
أتاحت لي فترة انقطاع خدمة الاتصالات الفرصة لدخول مباني جهاز الأمن والمخابرات الوطني بمدينة كوستي بولاية النيل الأبيض لا تمكن من استعمال جهاز الاستارلنك الخاص بجهاز الأمن بالولاية الذين عملوا على تقديم خدمة جليلة وعظيمة لمواطني الولاية من السكان المحليين والنازحين الذين ظلوا يتوافدون بالمئات بصورة يومية ليتمكنوا من دخول الشبكة وطمأنة أهلهم وذويهم.
فضلاً عن القيام ببعض التحويلات المالية ليتمكنوا من مجابهة تقلبات الحياة في الولاية في ظل انعدام السيولة وتوقف شركات الاتصالات عن الخدمة التي فاقمت من معاناة الناس.
الغالبية العظمى من الناس يتوجسون خيفة من المرور بمباني جهاز الأمن لأنه ارتبط في أذهان العديد من الناس بأنه من الأماكن المرعبة والمخيفة والتي لا يتمنى أي شخص أن يأتي إليها.
إلا أن جهاز الأمن والمخابرات الوطني بمدينة كوستي، أزال كل هذه الهواجس والمخاوف من الناس، وفتح منسوبوه قلوبهم قبل مكاتبهم لاستقبال الناس ووفروا لهم اتصالات مجانية عبر جهاز الاستارلنك الخاص بهم، وزادوا فوق هذا اللطف بأن وفروا أماكن لأداء الصلوات فضلاً عن توفير مياه الشرب للناس الذين ظلوا يتوافدون يومياً منذ الصباح الباكر وحتى الساعات المتأخرة من الليل خدمة للناس.
على الصعيد الشخصي لا تربطني أي علاقة بمنسوبي جهاز الأمن والمخابرات الوطني بمدينة كوستي ولا أعرف من هو مدير الجهاز ولا الشباب الذين يقفون على راحة المواطنين والعمل على ربطهم بشبكة الاستارلنك، الا أن موقفاً واحداً من ضمن مئات المواقف استوقفني وحرصت على الكتابة عنه.
من المعروف أن هنالك عدد من الجامعات تجري امتحانات On line للطلاب والطالبات في هذه الفترة العصيبة، حيث حضرت العديد من الفتيات من إحدى الداخليات البعيدة عن مقر جهاز الأمن ليتمكنٌ من تنزيل بعض المراجع العلمية في المقرر الجامعي حيث تم منح الطالبات استثناء خاص تقديراً لظروفهن الدراسية حيث تمكنت الفتيات من إتمام عملهن عبر الشبكة التي وفرها جهاز الأمن لهن بالمجان وزاد فوق هذا كله أن قام بعض أفراد جهاز الأمن والمخابرات الوطني بكوستي بتوصيل الفتيات إلى الداخلية التي ينزلن بها خاصة وأن الوقت قد تأخر وتوقفت المواصلات فما كان من منسوبي الجهاز إلا أن قاموا بتوصيل الفتيات إلى الداخلية ولسانهن يلهج بالشكر والثناء على هذه اللفتة البارعة التي تؤكد أصالة معدن منسوبي جهاز الأمن والمخابرات الوطني بمدينة كوستي.
هذا المنظر البهيج وإن كان طبيعياً منا كسودانيين إلا أنه لامس قلوب كل من كان موجوداً وقتها حيث انهالت الإشادات من الجميع على منسوبي الجهاز.
التحية والتقدير لكل منسوبي جهاز الأمن والمخابرات الوطني بمدينة كوستي من مدير الجهاز إلى أصغر رتبة وهم يقدمون هذه الخدمات الجليلة في تأكيد واضح بأن المسؤولية الاجتماعية تلقى حظها بشكل كبير من القائمين على الأمر بجهاز الأمن والمخابرات الوطني.
هذه الكلمات قد تتقاصر أمام ما يقدمه جهاز الأمن والمخابرات الوطني بمدينة كوستي الذين برهنوا أنهم سند للمواطنين ودرعهم الواقي فهم يحملون السلاح بيد ومعاول البناء باليد الأخرى التي تمتد بالخدمات المجانية للمواطنين تخفيفاً عنهم وتعويضاً لهم عن فقدانهم لشبكات شركات الاتصالات المختلفة.
نجدد التحايا والتقدير والاحترام لكافة مكونات جهاز الأمن والمخابرات الوطني بمدينة كوستي ونثمن عالياً مجهوداتهم الكبيرة في خدمة المواطنين الذين باتوا يدخلون لمباني جهاز الأمن بقلوب مطمئنة وأعصاب هادئة لأنهم شعروا بأنهم في ايدٍ أمينة توفر لهم خدمات مجانية وتتعاطف معهم في هذه المحنة التي يمرون بها.
بحر أبيض.. أمن يا جن
اللهم أرحم امي عشة والسر وعز الدين وكل موتى المسلمين وأغفر لهم واجعلهم من أصحاب اليمين
اللهم أنصر الجيش والمنتخب الوطني والهلال فوق كل أرض وتحت كل سماء.