متابعات – كشفت الدكتورة أديبة إبراهيم السيد، عضو اللجنة التمهيدية لنقابة الأطباء في السودان وعضو غرفة طوارئ 15 أبريل، عن توثيق حوالي 135 حالة انتحار في السودان.
إلى جانب العديد من حالات القتل داخل الأسر بسبب العار الاجتماعي المرتبط بالاغتصاب، وأكدت تسجيل نحو 500 ألف حالة انتهاك لحقوق المرأة والطفل منذ بداية الحرب، مشيرة إلى معاناة 176 ألف امرأة حامل و850 ألف امرأة مرضعة من سوء التغذية.
وفي تصريحها خلال ندوة الاتحاد النسائي بعنوان “حماية النساء في معسكرات النزوح واللجوء: مواجهة التحديات وآليات الحلول”، أمس الأول، بينت أديبة أن المجاعة وسوء التغذية تسببا في وفاة 45 ألف طفل، فضلاً عن فقدان 680 ألف امرأة حياتهن أثناء عمليات الولادة.
كما أشارت إلى معاناة أكثر من 54 ألف امرأة في جنوب كردفان من سوء التغذية ومرض السل وسط صعوبة في الوصول إلى الرعاية الصحية.
وتطرقت أديبة إلى الانتهاكات الجسدية والنفسية المستمرة التي تتعرض لها الفتيات المراهقات في معسكرات النزوح، خاصة اللواتي تتراوح أعمارهن بين 11 و16 عامًا، بما في ذلك مخاطر الاختطاف والمضايقات.
ولفتت إلى الظروف القاسية التي تضطر الفتيات لتحملها، مثل جمع الحطب وجلب المياه، مما يعرضهن لمزيد من المخاطر.
وحذرت من نقص التعليم والفرص المستقبلية، مشيرة إلى اختفاء العديد من الملفات الطبية نتيجة لاحتلال المستشفيات من قبل المليشيات المسلحة، مما يجعل توثيق الجرائم أمراً بالغ الصعوبة.
كما أكدت أن النساء في معسكرات اللجوء يعانين من أوضاع صحية وإنسانية مزرية بسبب انهيار النظام الصحي وتدمير 90% من المنشآت الطبية.
وأضافت أن تفشي الأمراض والأوبئة مثل الكوليرا وحمى الضنك أودى بحياة العديد من المواطنين.
وأكدت أديبة أن النساء في مناطق النزاع يتعرضن لاغتصاب جماعي من قبل قوات الحرب، حيث تم توثيق نحو 679 حالة اغتصاب و48 حالة إجهاض منذ اندلاع الصراع.
وحذرت من أن وصمة العار المجتمعية تحول دون حصول الضحايا على العلاج اللازم، مما يعرضهن لمخاطر إضافية.
وفي ختام حديثها، ناشدت أديبة المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بالتدخل العاجل لحماية النساء والفتيات في معسكرات النزوح وتوفير الرعاية الصحية الأساسية والآليات اللازمة لمعالجة الانتهاكات التي يتعرضن لها.
من جانبها، أكدت الاختصاصية في مجال الصحة وعضو غرفة طوارئ 15 أبريل، رقية أحمد محمد، أن النساء في المعسكرات يعانين من استغلال بسبب حاجتهن الماسة للمساعدة الإنسانية، مما يزيد من معاناتهن.
وأشارت إلى أن اللاجئين في أوغندا يعانون من ظروف مأساوية، تشمل نقص الأمن، حالات اختطاف الأطفال، الاعتداءات الجسدية، وصعوبة الحصول على الغذاء.
وأوضحت رقية أن الانتهاكات في معسكرات النزوح، مثل حالات الاغتصاب، غالباً ما يتم التكتم عليها من قبل الأسر بسبب الوصمة الاجتماعية، مما يعيق التصدي لها.
وشددت على ضرورة إيجاد حلول مبتكرة لمواجهة العنف الجنسي المستمر، خاصة في ظل امتناع الأسر عن الحديث حول هذه القضايا.
وطالبت بتوفير الحماية ضد العنف الاجتماعي، بما في ذلك الاحتجاز التعسفي، العنف الجسدي، والاعتداءات الجنسية التي تُستخدم كسلاح في النزاعات المسلحة.
وفي ختام حديثها، دعت رقية إلى تعزيز الوعي حول القنوات المتاحة للمساعدة، مشيرة إلى ضرورة إشراك النساء في جميع التدخلات الإنسانية لضمان بيئة آمنة وشاملة.
وأوضحت أن تحسين أوضاع اللاجئين والنازحين يتطلب تعزيز فرص العمل وتوفير فرص الإنتاج المحلي في المعسكرات، بالإضافة إلى مكافحة العنف المنزلي من خلال تمكين النساء من الانخراط في مهن صغيرة.
وأكدت على ضرورة تكاتف الجهود بين جميع الأطراف المعنية لضمان بيئة آمنة للنساء في معسكرات النزوح واللجوء.