
بورتسودان _ وصل وزير خارجية جنوب السودان، ماندي سيمايا إلى بورتسودان أمس السبت في زيارة رسمية تستغرق يومين، تهدف إلى دفع العلاقات الثنائية وتعزيز التنسيق المشترك مع السودان في ظل التحديات الإقليمية. وتُعد هذه الزيارة هي الأولى لسيمايا منذ توليه منصبه.
استُقبل الوزير الجنوب سوداني في المطار من قبل نظيره السوداني محيي الدين سالم وعدد من كبار المسؤولين. واستهل سيمايا زيارته بسلسلة من الاجتماعات التي ركزت على ملفات التعاون المشترك بين البلدين.
التركيز على الأمن وتأمين الحدود
كان التنسيق الأمني الملف الأبرز في المباحثات، حيث عقد سيمايا اجتماعاً مع وزير الداخلية السوداني بابكر سمرة مصطفى. وناقش الطرفان القضايا الأمنية على جانبي الحدود، مع التركيز بشكل خاص على أهمية تعزيز العمل الشرطي وتأمين المعابر الحدودية.
اتفق الوزيران على تطوير آليات التعاون الأمني للحد من عمليات التهريب وضمان انسياب التجارة العابرة للحدود، مؤكدين أن التنسيق المشترك هو «حجر الأساس» لتحقيق الاستقرار الإقليمي ودعم الاقتصاد الوطني للبلدين.
معالجة الملفات الإنسانية واستضافة الرعايا
كما تطرقت المباحثات إلى الملفات الإنسانية، وتحديداً أوضاع رعايا جنوب السودان المقيمين في السودان وسبل تحسين الخدمات المقدمة لهم.
عُقد الاجتماع بحضور عدد من كبار المسؤولين الأمنيين والإداريين السودانيين، ما يعكس الأهمية التي يوليها الجانبان لمعالجة القضايا الإنسانية ضمن «إطار مؤسسي مشترك».
وفي ختام اللقاء، وجه وزير الداخلية الجنوب سوداني دعوة رسمية لنظيره السوداني لزيارة جوبا قريباً، بهدف توطيد التواصل المباشر بين القيادات الأمنية وتوسيع نطاق الشراكة الاستراتيجية لتشمل الجوانب الاقتصادية والإنسانية، بالإضافة إلى الأمن.
جدول دبلوماسي مكثف
من المقرر أن يواصل وزير خارجية جنوب السودان جدول لقاءاته الدبلوماسية المكثفة مع مسؤولين سودانيين آخرين خلال زيارته، لمناقشة تطوير العلاقات الثنائية في مجالات التعاون السياسي والاقتصادي، وتنسيق الجهود المشتركة لمواجهة التحديات الإقليمية. وتمثل زيارة سيمايا خطوة دبلوماسية هامة لفتح «مرحلة جديدة من التنسيق» بين الخرطوم وجوبا.


