
الفاشر _ وصفت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر الوضع الإنساني داخل المدينة بأنه بلغ مستوى «كارثي وغير مسبوق»، مشيرة إلى أن السكان يواجهون الآن خطر الموت جوعاً بعد أن نفدت المواد الغذائية الأساسية.
وأكدت التنسيقية أن الأهالي اضطروا لتناول جلود الأبقار من أجل البقاء على قيد الحياة، في ظل غياب أي بدائل غذائية أخرى، حتى «الأمباز»، وهو منتج ثانوي ينتج عن طحن الفول السوداني ويُستخدم عادة كعلف للحيوانات، أصبح نادراً ويصعب الحصول عليه، ما يعكس حجم الأزمة العميقة التي تعصف بالمدينة الواقعة في شمال دارفور.
وأوضحت التنسيقية، من خلال صفحتها الرسمية على موقع «فيسبوك»، أن ما يجري في الفاشر لا يمكن اختزاله في مجرد نقص غذائي، بل هو «موت بطيء ومتعمد» نتيجة لحصار تفرضه قوات الدعم السريع منذ عدة أشهر، بدأ هذا الحصار في شهر مايو من عام ألفين وأربعة وعشرين، وأدى إلى انقطاع شبه كامل في الإمدادات الغذائية والدوائية والوقود، مما تسبب في تدهور حاد في الأوضاع الصحية والمعيشية للسكان، الذين يُقدّر عددهم بمئات الآلاف، ومن بينهم نازحون جاؤوا من مناطق أخرى داخل الإقليم!
وحذرت التنسيقية من أن استمرار هذا الحصار ينذر بوقوع «كارثة إنسانية شاملة»، داعية الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إلى التدخل الفوري لإنقاذ حياة المدنيين، وطالبت بفتح ممرات إنسانية آمنة تسمح بإدخال الغذاء والدواء إلى المدينة المحاصرة، مشددة على أن الوضع لم يعد يحتمل أي تأجيل أو تباطؤ في الاستجابة، تأتي هذه الدعوة في وقت تتزايد فيه المخاوف من انهيار كامل في البنية المجتمعية داخل الفاشر، مع غياب أي مؤشرات على انفراج وشيك.
وكانت المنسقية العامة للنازحين واللاجئين قد أطلقت في وقت سابق نداءً مشابهاً، طالبت فيه بتدخل دولي عاجل لإنهاء الحصار المفروض على الفاشر، وحذرت من أن المدينة تواجه خطر «مجاعة جماعية» بسبب نفاد المخزون الغذائي وانهيار الأسواق المحلية، الأمر الذي يهدد حياة الآلاف من المدنيين، هذه التحذيرات المتكررة تعكس حجم الأزمة المتفاقمة، وتسلط الضوء على الحاجة الملحة لتحرك دولي منسق يضع حياة المدنيين في صدارة الأولويات!
وتأتي هذه التطورات في إطار الحرب المدمّرة التي يشهدها السودان منذ منتصف شهر أبريل من عام ألفين وثلاثة وعشرين بين الجيش وقوات الدعم السريع، والتي أسفرت عن انهيار واسع في البنية التحتية والخدمات الأساسية، ونزوح ملايين المدنيين داخل البلاد وخارجها، وقد تفاقمت الأوضاع الإنسانية بشكل خاص في مناطق النزاع، وعلى رأسها دارفور وكردفان والخرطوم، حيث أصبحت الحياة اليومية للسكان مرهونة بتطورات الميدان العسكري، وسط غياب أي حل سياسي يلوح في الأفق.


