الخرطوم – اكد الكثير من الاراء وسط المثقفين الشباب السودان الجنوبي ان الوساطة مجكوم عليها بالفشل ، وذلك لكثير من المصالح والمعادلات الدولية وعدم كفاءة مؤهلات حكومة جنوب لحل الازمة بين دولتي السودان واثيوبيا.
قال الطالب الجامعي نيال دانيال ان اثيوبيا لا تثق في جنوب السودان بعد الزيارة التي قامت بها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الي جوبا ، وهناك قاعدة عسكرية تحت الانشاء كاتفاق امني بين جوبا ومصر ، والمعروف ان المشكلة بين الخرطوم واديس ابابا مشكلة الحدود المتنازع عليها ، وسد النهضة الاثيوبي ، وبهذا يتهم اثيوبيا اياد وراء اشعال الفتنة بين الدولتين الجارتين ، وترى اثيوبيا ايضاً ان جوبا تلعب دورا في الخفاء لصالح حليفتها مصر في المنطقة ، ولا يمكن ان تكون وسيطاً محايداً في حل الازمة
وقال الناشط السياسي دينق لويل يعتقد جنوب السودان ان نجاحها في التوسط بين حركات الكفاح المسلح والحكومة السودانية يمكنها ان تنجح في التوسط بين الدولتين هذا اعتقاد خاطئ وحتما ستفشل في هذه المهمة الجديدة لان المشكلة اكبر منها واصبحت هناك ايادي خارجية وراء هذه الازمة واكبر مهدد ينسف الوساطة هي علاقة جوبا ومصر
وهذا المنحي ذهب اليه احمد سايمون احد النشطاء في وسائل الاعلام الحديثة ، والمهتمين بقضايا السلام في جنوب السودان ، وذكر في افادته ان الوساطة لن تنجح لان جنوب السودان غير مؤهل علي ذلك . اولا يجب عليها التركيز وحل مشاكلها الداخلية واحلال السلام وتحقيق الاستقرار للمواطنين ، واضاف ان الازمة بين دولتي السودان واثيوبيا فيها مصالح اقليمية ودولية وحجمها اكبر من ان يتوسط فيها دولة جنوب السودان
وقال القيادي السياسي الباشمهندس فاروق قاركوث ان فاقد الشئ لا يعطيه فمن اين لدولة جنوب السودان بحل يرضي الطرفين المتنازعين ، وعلى جنوب السودان تطبيق المثل في الكتاب المقدس والذي فيما معناه بان ” يجب علي الشخص ان يزيح القش الذي علي عينيه لكي يزيح الذي في عين غيره” وتساءل هل جنوب السودان استطاعت حل مشاكلها لكي تكون وسيطا بين دولتي السودان واثيوبيا ، وقال اؤكد لك يا عزيزي ان هذه الوساطة لن تنجح في حل الازمة
وفي حديث جانبي مع شباب من السودان لقراءة افكارهم حول الوساطة وجدت انهم لا يعتقدون نجاح هذه الوساطة لان اثيوبيا ستعاند ، وترفض مقترح جوبا بالاضافة ان الحكومة الانتقالية عبر مجلس السيادة الانتقالي اكدت ان ليس هناك نزاع بين السودان واثيوبيا ، وعلى اي اساس التفاوض لان منطقة الفشقة هي ارض السودان
واصدرت الخارجية الاثيوبية الاسبوع الماضي بيانا انها مستعدة للتوصل لاتفاق مع الجارة يضمن استقرار المناطق الحدودية ، وذلك ردا على إعلان مجلس السيادة السوداني يوم الثلاثاء الماضي ان انتشار القوات المسلحة داخل الحدود الرسمية للبلاد امر طبيعي نقلا عن عضو المجلس السيادي محمد حسن التعايشي موضحا ان بلاده لا ترغب في اي اجراءات تؤثر في مسار العلاقات بين البلدين
واستدعت الخارجية السودانية سفيرها في اثيوبيا ، ومندوبها الدائم لدي الاتحاد الافريقي جمال الشيخ للتشاور بشان التوتر في الحدود وملف سد النهضة ، وقال مراسل الجزيرة في الخرطوم الطاهر المرضي ان السفير لا يزال يعقد اجتماعات في الخارجية لنقل ما يدور داخل الدوائر الاثيوبية بشان ازمة الحدود ، واضاف انه كان من المفترض ان تحل الازمة عبر اللجان الفنية بين البلدين غير ان السودان يتهم اثيوبيا بالمماطلة وحشد المزيد من الجنود في الحدود ، ويتمسك باحقيته على المنطقة الذي استوطنته اثيوبيا على مدى ربع قرن من الزمان
ونفى عضو مجلس السيادة السوداني صديق تاور وجود نزاع حدودي بين البلدين بمنطقة الفشقة، وقال إن حكومة الخرطوم لن تقبل مجرد النقاش في هذا الموضوع ، وأعلن رفض بلاده أي وساطة تتحدث عن نزاع حدودي مع إثيوبيا.
وتقول السلطات السودانية ان مليشيات اثيوبية استولت على اراضي مزارعين سودانين في منطقة الفشقة بولاية القضارف الحدودية مع إثيوبيا ، واستخدمت قوة السلاح في طرد المزاعين بدعم من الحكومة الاثيوبية والتي من جانبها ترفض الاتهام وتصف تلك الجماعات بالخارجين عن القانون ، ولكن ما اشعل فتيل التوتر هو الهجوم الذي تعرض له الجيش السوداني في جبل طورية على الحدود في شهر ديسمبر الماضي
وبهذه المعطيات والقراءات والتحليلات والوقائع تشير الي جوبا لن تنجح في التوسط بين السودان واثيوبيا الا اذا رات الدولتان ان هناك مصلحة مشتركة بينهما ويقدم كل منهما تنازلات لاجل مصلحة شعبي البلدين واستقرار المنطقة بعد الصمت الرهيب من دول الاقليم حول هذه الازمة والتوتر الامني على الحدود بين الدولتين .