الرياض، 10 نوفمبر 2023 (سودانس بوست) – التقى رئيس مجلس السيادة الانتقالي لجمهورية السودان، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، اليوم الجمعة، ولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان، في اجتماع ثنائي، تناول القضايا المشتركة بين البلدين، وبحث سبل إنهاء أزمة الخرطوم.
وكان البرهان قد وصل إلى المملكة العربية السعودية، صباح اليوم، للمشاركة في القمة السعودية الإفريقية والتي بدأت أعمالها اليوم بالعاصمة السعودية الرياض.
وبينت مصادر مطلعة أن البرهان سيشارك أيضا في القمة الطارئة التي دعا لها مجلس جامعة الدول العربية، بعد تداعيات الأحداث في قطاع غزة بسبب العدوان الإسرائيلي على القطاع.
وفي كلمته أمام القمة السعودية الأفريقية أكد رئيس مجلس السيادة الإنتقالي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان أن السودان سيظل داعماً قوياً للشراكة السعودية الأفريقية، مستفيداً من موقعه الجغرافي الرابط بين المملكة وقارة أفريقيا.
معربًا عن سعادته بإنطلاق هذه الشراكة، مؤكدا أن السودان سيعمل مع الجميع لدفعها حتى تكون واقعاً ملموسا، ينعم الجميع بفوائده أمناً وإستقراراً ورفاه.
وقال البرهان في كلمته: تابع الجميع ما تعرض له السودان جراء تمرد مليشيات الدعم السريع الإرهابية وما تمارسه من إنتهاكات جسيمة في حق المواطن السوداني.
مبينًا “إستعانت هذه القوات المتمردة بالمجرمين والإرهابيين من مختلف أرجاء العالم وعندما فشلوا في السيطرة على البلاد منذ أيام التمرد ألأولى انتهجوا سياسة التدمير الممنهج للدولة السودانية في إرثها وثقافتها ومقدراتها ونسيجها الاجتماعي، فاحتلوا بيوت المواطنين ونهبوا ممتلكاتهم واغتصبوا نساءهم ودمروا البنية التحتية للدولة من مستشفيات ومرافق خدمية ودور حكومية وبنية صناعية عامة، وفي سبيل تحقيق أطماعهم مارسوا التطهير العرقي والتهجير القسري للسكان في الخرطوم ودارفور”.
و وصف ما يحدث في دارفور خلال كلمته قائلًا “ما يحدث الآن في دارفور يمثل جرائم حرب، حيث يقتل المئات كل يوم بدوافع عرقية وأثنية، ويتم تهجير المجموعات الأفريقية بغرض إحلالها بسكان من شتات الدول الأخرى، متخذين سلاح التصفية الجسدية والتخويف والإرهاب وسيلة لذلك، حيث إستعانت قيادة التمرد بمرتزقه من ليبيا وسوريا واليمن وجنوب السودان وتشاد ومالي والنيجر وأفريقيا الوسطى ومن دول أخرى من العالم”.
وقال البرهان إن إشعال الفتن القبلية والحرب على أساس جهوي وقبلي ينذر بتفتيت الدولة السودانية وهو أحد الأساليب التي تعمل بها المليشيات المتمردة، بالمساندة من دول في المحيط الإقليمي والدولي – لم يسمها – وصفهم بالشركاء في المآسي والانتهاكات الجسيمة التي تعرض لها الشعب السوداني.
مستنكرًا حديث بعض الدول والمنظمات الإقليمية والدولية عن مساواة بين الدولة وقوة تمردت عليها ومارست جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وتابع البرهان: رغم ما قامت به هذه المليشيات المتمردة إستجبنا لكل دعوات الحوار حرصاً على سلامة وأمن الوطن، وقبلنا الجلوس في منبر جدة وتوصلنا في مايو إلى إعلان يخرج بموجبه المتمردون إلى مناطق متوافق عليها إلا أنهم لم يمتثلوا وتواصلت المداولات حتى بالأمس القريب وفي أثناء هذا التفاوض ظلت مجموعاتهم الإرهابية والعنصرية تواصل القتل والنهب في مدن دارفور ومدن السودان الأخرى.
مطالبًا بأن تجد ممارسات المليشيات المتمردة الإدانة والشجب والاستنكار من دول القمة والعالم، وأن تصنف قواتهم ومجموعاتهم الهمجية – بحد وصفه – كمجموعات إرهابية وأن يجد كل من يتعاون معهم ذات الإدانة والشجب اللازمين حتى نسهم في إيقاف ممارساتهم الشنيعة ونساعد في عودة الحياة للشعب السوداني واستقراره واستقرار الإقليم.