الخرطوم – أعلنت قوات الدعم السريع، صباح أمس، سيطرتها على قاعدة النجومي للدفاع الجوي في منطقة جبل أولياء جنوبي الخرطوم. فيما أعلنت القوات المسلحة صدها هجوماً شنته قوات الدعم السريع واستلام عربات مدنية. ويأتي هذا التطور بعد تدمير جزئي لجسر شمبات الذي يربط بين مدينتي بحري وأم درمان، صباح السبت، حيث تبادل الجيش والدعم السريع الاتهامات بشأن تنفيذ العملية.
وهدد الدعم السريع في بيان له بأن الرد سيكون عاجلًا في إشارة لهجمات وفتح الجسور الثلاثة التي يسيطر عليها الجيش بالخرطوم. بينما كشفت مصادر مطلعة إن قوات الدعم السريع شنت هجوماً وصفته بالأعنف من نوعه على الدفاع الجوي في جبل أولياء منذ صباح أمس الباكر.
وأشارت المصادر إلى قصف الطيران الحربي لمواقع الدعم السريع فيما نشرت قوات الدعم السريع مقاطع فيديو من داخل قاعدة النجومي، وبينت المصادر أن الاشتباكات مستمرة حتى صباح اليوم الاثنين.
وأكد خبير عسكري لـ(سودانس بوست) فضل حجب اسمه إن هجوم قوات الدعم السريع على قاعدة الدفاع الجوي في جبل أولياء يأتي في إطار البحث عن منفذ بديل إلى أم درمان بعد تدمير جسر شمبات، ولفت إلى أن الخطوة تعد نقلة نوعية للعمليات الحربية وستؤدي إلى زيادة حدة المعارك.
وأوضح الخبير أن عملية التدمير ستؤثر سلباً على امداد الدعم السريع، حيث كان الشريان الرئيسي للإمداد من حيث الموارد والسلاح، مشيرًا إلى أنه بإمكان الدعم السريع استخدام طرق أخرى لخطوط الامداد عبر جبل أولياء.
وتوقع عسكريون تصاعد حدة المعارك وشراستها ومحاولة توجيه الدعم السريع لضربات مؤثرة، مع توقعات تصعيد الهجمات على جسر الفتيحاب وسلاح المهندسين مما سيضاعف ضراوة العمليات في أم درمان.
وتشير تلك الإفادات والتصريحات العسكرية إن عملية تدمير الجسر تمت بدراسة وعناية فائقة وبواسطة خبراء ومختصين، مما يؤكد أن تدميره تم بواسطة الجيش السوداني.
وأدانت أحزاب وكتل سياسية وشخصيات بارزة تدمير كوبري شمبات، وفي جانب آخر تسابقت جماعات من الحركة الإسلامية إلى تبنيهم عملية التدمير بواسطة الجيش وكتائب البراء.
وقال ياسر عرمان القيادي في الحرية والتغيير في تغريدة له على منصة إكس (تويتر سابقًا) إن تدمير كوبري شمبات جريمة حرب وتطور نوعي في تدمير المرافق الحيوية. و وصف عمر الدقير رئيس حزب المؤتمر السوداني التدمير الجزئي لجسر شمبات بالعمل المُجرم قانونياً وأخلاقياً.
ويعد جسر شمبات الذي يربط بين مدينتي الخرطوم بحري و أم درمان أحد أهم البنى التحتية في ولاية الخرطوم، ويبلغ طول جسر شمبات 1050 متر، وعرضه 23.6 متر، ويقف على ثمانية ركائز خرسانية وحديد صلب.
وتشير المرجعيات السابقة إلى طرح مشروع الجسر في مناقصة دولية، حيث تنافست عليه أكثر من ثلاثة شركات عالمية وتم منح العطاء لشركة Recchi الإيطالية، و وضع حجر الأساس في العام 1962 وتم الافتتاح في العام 1966.