نيالا – تعرضت مدينة نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور، لقصف بطيران الجيش السوداني، صباح أمس الجمعة، في غارات هي الأعنف من نوعها، راح ضحيتها نحو 120 شخصًا.
وقال شهود عيان أن القصف الجوي إستهدف أحياء “الرياض، المطار، خرطوم بالليل، الجمهورية” شمالي المدينة، وكذلك أحياء ومناطق “الجير جنوب وسوق دوماية، الفرقة 16 مشاه، السلام، الدروة”، وتشير الإحصاءات الأولية إلى مقتل وجرح ما يقارب 120 شخصاً وتدمير كبير للمنازل السكنية.
وقا أحد المواطنيين في نيالا أن من بين القتلى في حي الرياض أسرة كاملة بينهم 7 أطفال و 3 نساء، وأضاف المواطن (م ف ن) أن طائرة انتنوف أطلقت عددًا البراميل المتفجرة في عدة أحياء في المدينة، مشيرًا إلى تدمير حوالي 3 منازل، وقتلى آخرين وبنى تحتية ومنازل لم يتمكن محرر (سودانس بوست) التعرف عليها.
ونشر ناشطون مقاطع فيديو لأطفال مصابين تم اسعافهم إلى المستشفى، وقال أحد المسعفين أن هؤلاء الأطفال فقدوا أمهاتهم وبعض أفراد أسرهم وهدمت منازلهم جراء القصف الذي شهدته المدينة أمس.
بينما توصلت (سودانس بوست) إلى بعض من أسماء ضحايا القصف من الأسرة الكاملة ومواطنيين آخرين بينهم: الأطفال “سليم محمد عمر، حسن القاسم، حسين القاسم، محمد فضل فاشر” ومن الضحايا الكبار والنساء “قسمة محمد الرشيد، فاطمة السعيد، ساكن أحمد بشير، طارق آدم حسن، عامر القاسم عمر، نورة القاسم عمر، أزرق القاسم عمر، إكرام فضل فاشر، أحمد فضل فاشر، أسماء موسى فاشر، زرقاء موسي فاشر”
ووصف محامو الطوارئ، أمس الجمعة، غارات الجيش في جنوب دارفور بـ”مجزرة القصف العشوائي بنيالا” وفق مكت الإعلام، حيث جاء في تعميم تلقته (سودانس بوست) “ارتكبت القوات المسلحة اليوم الجمعة مجزرة بإلقاء براميل متفجرة بأحياء الرياض و السلام و الجير و خرطوم بليل و سوق دومايه”
وأضافوا “قتل على إثر القصف الجوي عشرات المدنيين و مئات الجرحى في استهداف أحياء مأهولة بالسكان و يعد هذا القصف الأعنف في شهر ديسمبر و نجم عنه هذا العدد المهول من الضحايا من بينهم نساء و أطفال و دمرت عدد من المنازل في مشاهد مروعة”.
وحمل التعميم “ندين القصف العشوائي المتواصل الذي يستهدف المدنيين في مدينة نيالا و يفاقم من حدة الأزمة الإنسانية التي تعيشها المدينة و يوسع دائرة الحرب حيث لا ملجأ للمدنيين وسط اشتعال الإقليم بالحرب و مخاطر النزوح على حياتهم و سلامتهم”.
وقالوا “إن هذا القصف يخالف مبدأ التمييز للأهداف العسكرية الواردة في القانون الدولي الإنساني، و يعتبر جريمة حرب مكتملة الأركان و التي تقع ضمن مسؤولية قائد هذه القوات و يحاسب عليها النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية”.
وأدانت تنسيقية القوى الديمقراطية (تقدم) تكثيف الطيران الحربي (التابع) للجيش لطلعاته علي التجمعات السكانية والدور المدنية في مدينة نيالا مما تسبب في مجزرة بشعة ودمار يوم الجمعة وحملت قيادة الجيش مسؤولية القصف الجوي المكثف لأهداف مدنية في نيالا.
من جانبها أدانت هيئة محامي دارفور القصف الجوي للمدينة وأنحاء من الخرطوم يوم أمس، وقالت الهيئة في بيان لها تلقته (سودانس بوست) أنها تدين بأشد الألفاظ والعبارات القصف الجوي الذي طال مدينة نيالا وأدى لوقوع عشرات القتلى والجرحى، غالبيتهم من النساء والأطفال وتدمير منازل المواطنين.
كما أدانت الهيئة أيضًا في بيانها القصف الجوى في مناطق الخرطوم أمس الجمعة بـ”الشجرة والكلاكلات” مما خلف العديد من القتلى والجرحى، إضافة للقصف المتبادل بين الجيش والدعم السريع بالخرطوم بحري وأم درمان، وطالبت الهيئة طرفي النزاع العبثي بالوقف الفوري للحرب.