واستمر الصراع الذي وصف بالقبلي فترة تجاوزت الشهرين انتهى بمقتل والي الولاية آنذاك الجنرال خميس عبد الله، ودارت بعدها أحداث اطاحنة داخل عاصمة الولاية بمدينة الجنينة وغيرها من المناطق،.
و علي الرغم من الأرقام المعلنة عن عدد القتلى من طرفي النزاع وتعداد جهات رسمية إلا أنه حتي الآن لم تكن هناك احصائيات دقيقة عنها حتى الآن.
حرب خاصة
يرى مراقبون أن السبب الأساسي في اندلاع حرب ١٥ أبريل بين الجيش وقوات الدعم السريع، يعود للاختلاف في ملف الإصلاح الأمني و الاقتصادي من الاتفاق الإطاري، حيث اختلف طرفي الصراع في نقطة فترة دمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة، مما أدى إلى مناوشات كلامية في مناسبات مختلفة بين قيادة الجيش وقيادة قوات الدعم السريع، ونتج عنها اندلاع الصراع في أبريل بين القوتين داخل العاصمة السودانية الخرطوم رغم كل الجهود المحلية والدولية في حجب اندلاعها.
وفي الأثناء وفي أقصى الحدود الغربية للسودان بالتحديد في ولاية غرب دارفور، دارت معارك عالية الوتيرة داخل عاصمتها استمرّت لفترة تجاوزت الشهرين و وفق مراقبون أن الصراع هنا لم يكون بين قوات الجيش و الدعم السريع بل هو صراع قبلي قديم متجدد.
حيث استغلت جهات شتى الوضع الأمني بالبلاد و قامت بتأجيج الصراع القبلي المحتقن في الولاية، مما أدى إلى حرب قبلية طاحنة حصدت أرواح المئات وأدت لتشريد الآلاف من الطرفين ووخلفت دمار كامل للبنية التحتية بالولاية.
وفق إفادات مختلفة لنشطاء بالولاية أنه قبل اندلاع المعارك كانت هناك عدة محاولات منظمة من جهة ما على افتعال الحرب، حيث شهدت المنطقة أكثر من جريمة قتل لكل من طرفي الصراع التأريخي، لكنهما تمكنا من تجاوزها لأكثر من مرة.
قبل اندلاع القتال القبلي
في يوم ٢٤-٤-٢٠٢٣م شهدت الولاية فرار جميع السجناء من سجونها و كسر مخازن الأسلحة التابعة للشرطة، عاشت المدينة توترًا كبيرًا، و عقب ذلك تم كسر مخازن سلاح الجيش وأثناء ذلك كانت هناك اشتباكات تدور في الأحياء الجنوبية و الوسطى و الشمالية بلغت وتيرتها في يوم ٢٧-٤-٢٠٢٣م ،و استخدمت الأسلحة الثقيلة المختلفة.
و وفق شهود عيان أن هذه المعارك لم تكن بين الجيش و الدعم السريع فحسب، بل كانت حرب بموازين قبلية ساهمت فيه جهات رسمية داخل الدولة.
اتهامات متبادلة
حيث اتهمت قبيلة (المساليت) علي لسان السلطان سعد عبد الرحمن قوات الدعم السريع بدعم القبائل العربية والمشاركة في المعارك التي اندلعت نهاية أبريل الماضي، و من جانبها أكدت القبائل العربية في أكثر من مناسبة هجوم قبيلة المساليت عليها و قتل عدد من أبنائها دون أسباب، وشاتهدت بمقتل اثنين من أبنائها أمام منزل الجنرال خميس قبل اندلاع المعارك، مشيرة على قيادة الوالي نفسه للمعارك ضدهم، مستخدًا في ذلك قوات حركته و دعم القوات المسلحة على حد قولها.
الجنينة: عصمت إبراهيم – صحفي من السودان