جوبا – قال نائب رئيس جنوب السودان لشؤون البنية التحتية، تعبان دينق قاي، أن السودان يفتقر إلى حكومة فاعلة، حث على اتخاذ إجراءات سريعة لحل الوضع المتنازع عليه في أبيي.
وفي كلمة ألقاها، يوم الثلاثاء، خلال الجلسة التمهيدية لختام منتدى حكام البلاد الثامن في جوبا، سلط تعبان الضوء على الوضع المزري في أبيي، التي تواجه إهمالاً وانعداماً للأمن لفترات طويلة.
وتعد منطقة أبيي هي منطقة متنازع عليها وتطالب بها الدولتين، تقع على الحدود بين السودان وجنوب السودان، بمثابة نقطة خلاف منذ استقلال جنوب السودان في عام 2011.
وقال قاي “لدينا مشكلة كبيرة للغاية في أبيي، يجب أن يعرف جنوب السودان هذا، شعب نقوك جنوب سوداني، ولا يمكننا السماح لهم بالمعاناة بالطريقة التي يعانون بها في الوقت الحالي، لا توجد حكومة في الخرطوم، وتُركوا على هذا النحو”.
وانتقد نائب الرئيس، الذي كان يحكم ولاية الوحدة المتاخمة لولاية غرب كردفان السودانية، قلة الاهتمام الدولي والإقليمي بمنطقة أبيي، وحث وكالات الأمم المتحدة، بما فيها بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، على زيادة وجودها ودعمها في المنطقة.
وأضاف “يجب على وكالات الأمم المتحدة زيارة أبيي؛ فهي تعتقد أن أبيي ليست جزءاً من حكومة جوبا، فهل لدى الحكومة في بورتسودان الوقت للاستماع إلى أحوال شعب أبيي أو التحقق من أحواله؟ إن هذا ليس من أولوياتها.
مبينًا بقوله: هؤلاء الناس يعانون، فليس لديهم مدارس، وحتى مطار أنتوني محظور من العمل من قِبَل الخرطوم، وفق قوله، داعيًا إلى إصدار توصيات من منتدى المحافظين لمعالجة محنة أبيي.
وأشار في حديثه “إن المساعدات الإنسانية التي تصل من جوبا إلى أبيي لا بد وأن تزداد، كما ينبغي لوكالات الأمم المتحدة أن تزور أبيي لأن الخرطوم لا تمتلك حكومة، بل إن هناك فراغاً.
واقترح تعبان “أن تسهل حكومة جنوب السودان مؤتمرات السلام بين قبيلة دينكا نقوك وقبيلة المسيرية العربية البدوية، التي اتهمها باستخدامها من قبل حكومة السودان السابقة في عهد عمر البشير لخلق حالة من عدم الاستقرار في أبيي.
وأشار إلى أن جنوب السودان قد يفكر في الاعتراف باستفتاء أبيي الذي أجري في عام 2013 إذا فشلت الأمم المتحدة وأصحاب المصلحة الآخرون في التوصل إلى حل دائم.
وقال تعبان “نحن مع الحل الشامل للمشكل ولكن يجب علينا ممارسة الضغط من أجل التوصل لتسوية، يمكننا أن نوجه انذارا للأمم المتحدة، منذ عدة سنوات بقيتم صامتين بشأن تسوية أبيي، وفي غياب الحل سنعترف باستفتاء أبيي”.
تتمتع منطقة أبيي الغنية بالنفط والتي كانت موطنا تاريخيا لقبيلة دينكا نقوك والقبيلة العربية البدوية المسيرية، بوضع إداري خاص بموجب اتفاقية السلام الشامل لعام 2005.
وكان من المقرر إجراء استفتاء لتقرير وضع أبيي، لكنه تأجل بسبب الخلافات حول أهلية الناخبين.
في أكتوبر/تشرين الأول 2013، نظمت قبيلة دينكا نقوك استفتاءً من جانب واحد، وصوتت بأغلبية ساحقة لصالح الانضمام إلى جنوب السودان، الا أن السودان لم يعترف بذلك وأيضًا جنوب السودان والمجتمع الدولي.
ومنذ ذلك الحين، ظلت منطقة أبيي في حالة من عدم اليقين، حيث تحكمها قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة المعروفة باسم “يونيسفا”، أو قوة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة لأبيي، مع تحقيق تقدم ضئيل نحو حل وضعها النهائي.
ورغم أن حالة عدم اليقين تركت السكان المحليين في وضع محفوف بالمخاطر، وهو ما أدى إلى تفاقم التوترات بين دينكا نقوك والمسيرية، فإن المراقبين يحذرون من أن الإجراءات الأحادية الجانب، مثل الاعتراف باستفتاء عام 2013، قد تزيد من تعقيد الجهود الرامية إلى إيجاد حل تفاوضي.