
مصر _ أعرب وزير الخارجية المصري والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، الدكتور بدر عبد العاطي، عن استعداد بلاده للمساهمة في إعادة تأهيل قطاعات حيوية في السودان، تشمل الكهرباء والمياه والصحة والتعليم. جاء ذلك خلال لقائه بنظيره السوداني محيي الدين سالم، على هامش الدورة الخامسة لمنتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة، المنعقد في مدينة أسوان يومي 19 و20 أكتوبر الجاري. اللقاء شهد تأكيداً مصرياً على الانخراط الفاعل في الجهود الرامية إلى وقف إطلاق النار وتحقيق هدنة إنسانية، بما يضع حداً لمعاناة الشعب السوداني ويؤسس لمرحلة من الاستقرار السياسي والاجتماعي.
خلال اللقاء، شدد عبد العاطي على التزام مصر بمواصلة جهودها لدعم استقرار السودان، مؤكداً تضامن القاهرة الكامل مع الشعب السوداني، وحرصها على دعم أمنه وسيادته ووحدة أراضيه ومؤسساته الوطنية. وأشار إلى أن مصر تنخرط ضمن المجموعة الرباعية الدولية المعنية بالأزمة السودانية، والتي تضم إلى جانبها كلاً من المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية. وتعمل هذه المجموعة على إيجاد تسوية سياسية شاملة تنهي النزاع الدائر في السودان، رغم ما تواجهه من انتقادات متكررة تتهمها بالانحياز إلى جانب الجيش السوداني في مواجهته العسكرية مع قوات الدعم السريع.
، رحب وزير الخارجية المصري بعقد الدورة الثانية لملتقى الأعمال المصري–السوداني خلال العام الجاري، إلى جانب التحضير لعقد اللجنة التجارية المشتركة في القاهرة. كما أشار إلى استقبال وفد من وزارة الاستثمار السودانية في العاصمة المصرية، بهدف نقل التجربة المصرية في مجال الاستثمار وتبادل الخبرات المؤسسية. هذه الخطوات تأتي ضمن رؤية مصرية شاملة لدعم الاقتصاد السوداني، وتوفير أدوات عملية لإعادة بناء البنية التحتية المتضررة من النزاع، بما في ذلك تنفيذ مشاريع إصلاح وتأهيل لكوبري الحلفايا وكوبري شمبات في الخرطوم.
الملف المائي كان حاضراً أيضاً في لقاء الوزيرين، حيث أكدت الخارجية المصرية أن الطرفين جددا التزامهما بوحدة الموقف باعتبارهما دولتي مصب لنهر النيل. وتم التشديد على ضرورة احترام القانون الدولي في إدارة مياه حوض النيل الشرقي، ورفض أي إجراءات أحادية من شأنها تهديد التوازن المائي أو الإضرار بمصالح الدول المعنية. هذا التوافق يعكس استمرار التنسيق بين القاهرة والخرطوم في القضايا الاستراتيجية، رغم التحديات السياسية والأمنية التي تواجه البلدين.
وفي سياق موازٍ، أثارت تصريحات أدلت بها قبل أسبوعين الدكتورة أميرة هالبرين، المسؤولة بمركز العدالة الجندرية وتمكين المرأة، جدلاً واسعاً، حيث اتهمت مصر بتقديم دعم عسكري كبير للجيش السوداني ولجهات إسلامية داخل البلاد. ووصفت هذا الدور بأنه يمثل انتهاكاً واضحاً لحقوق الإنسان، في ظل استمرار العمليات العسكرية التي تشهدها مناطق واسعة من السودان. هذه الاتهامات تأتي في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية على الأطراف الإقليمية المنخرطة في الأزمة السودانية، وسط دعوات متصاعدة لضمان حياد الوساطة ووقف أي تدخلات عسكرية مباشرة تؤجج الصراع.


