
متابعت _ نزح مئات المدنيين في منطقة مندري بولاية غرب الاستوائية في جنوب السودان في أعقاب عمليات عسكرية تجددت في المنطقة حيث يتهم السكان النازحون الجيش بنهب منازلهم وحرقها وفقاً لمصادر مجتمعية.
قال السكان إن العمليات العسكرية لقوات دفاع شعب جنوب السودان أجبرت الناس من عدة قرى على الفرار إلى منطقة لوي في مقاطعة مندري الغربية وشملت المناطق المتأثرة «دوسو» و«لاكابادي» و«واندي» و«كاديبا» في مقاطعة مندري الشرقية.
أفادت المصادر أن العديد من النازحين ومعظمهم من النساء والأطفال وكبار السن يحتمون في الكنائس والمدارس بمنطقة «لاكابادي» لأكثر من أسبوع دون توفر ما يكفي من الغذاء أو الماء أو المساعدة الطبية.
اتهامات متبادلة
اتهمت نيارانقو والا قوني أحد أفراد المجتمع من مقاطعة مندري الشرقية السلطات المحلية بنشر قوات حكومية هاجمت القرى.
قالت نيارانقو لراديو تمازج «نزحت العديد من العائلات وتختبئ في الغابة وآخرون محتجزون داخل الكنائس والمدارس في قرية لاكابادي بدون طعام منذ ستة أيام».
أضافت «ندائي إلى محافظ المقاطعة هو التوقف عن اشراك الجيش في شؤون المجتمع واستخدام الوسائل القانونية لحل النزاعات المحلية» وتابعت «المحافظ يتهم مجتمع لاكابادي بمهاجمة ماشيته لذا لا ينبغي له التركيز على تلك القضية واذا نُهبت ماشيته لا يمكنه ببساطة استدعاء قوات حكومية للمجيء وتهجير المجتمع».
زعم سكان محليون آخرون تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم لأسباب أمنية أن الجنود نهبوا الماشية والأثاث والأدوات المنزلية وأحرقوا عدة منازل.
نفى محافظ مقاطعة مندري الشرقية جون هنري هذه الادعاءات مشيراً إلى أن النزوح نجم عن اشتباكات بين القوات الحكومية والجماعات المتمردة التي اندلعت في 30 سبتمبر الماضي.
قال «تم نشر القوات الحكومية لحماية المدنيين واستعادة النظام بعد اندلاع القتال ولم يأتوا لمهاجمة المجتمع والصراع بين الحركة الشعبية لتحرير السودان في المعارضة والجبهة الخلاص الوطني والقوات الحكومية هو ما تسبب في النزوح».
أكد أن أكثر من 30 ألف شخص تضرروا من القتال مناشداً بتقديم مساعدة انسانية عاجلة وقال «يحتاج شعبنا إلى الغذاء والدواء والمأوى ولقد ناشدنا المنظمات غير الحكومية ولكن لم يستجب أحد حتى الآن».
الوضع الانساني حرج
أكد توماس أرينفا فول نائب رئيس مفوضية الاغاثة واعادة التأهيل في ولاية غرب الاستوائية نزوح السكان مشيراً إلى أن العديد من العائلات من مندري الشرقية فرت إلى مقاطعتي مندري الغربية وناجيرو بينما يختبئ آخرون في الأحراش.
قال «الوضع حرج ولم تأتِ أي منظمة انسانية لمساعدة النازحين وكثيرون يعانون بدون احتياجات أساسية وما زلنا نجمع العدد الاجمالي للمتضررين».
شهدت منطقة مندري الكبرى مؤخراً اشتباكات بين القوات الحكومية وقوة مشتركة من الجيش الشعبي في المعارضة وجبهة الخلاص الوطني.
لم يتسنَ الوصول إلى المتحدث باسم القوات الحكومية اللواء لول رواي للتعليق كما لم يتمكن راديو تمازج من التحقق بشكل مستقل من مزاعم النهب أو حرق المنازل.


